يحتفل العميل السري جيمس بوند بمرور 50 سنة على ظهوره للمرة الأولى فوق الشاشة الفضية في العام 1962 في فيلم «دكتور نو» من بطولة شون كونري. ومنذ ذلك الحين توالت الأفلام التي تروي مغامرات هذا البطل البريطاني ذي الأعصاب الباردة والمصرّح بالقتل بإسم بريطانيا العظمى، كما توالى النجوم الذين أدوا شخصيته على مدار الأعوام. ومن ناحية ثانية، فإن جيمس بوند حتى يتخذ مكانته كاملة ويمارس جاذبيته على الجمهور، لا بد من أن تشاركه البطولة إمرأة جميلة ساحرة غالباً ما لا تتصف بمميزات ملائكية، الأمر الذي يجعلها تلقى حتفها في نهاية كل فيلم ويتم تبديلها بأخرى جديدة في الفيلم التالي. ولا يشذ «سكاي فول»، آخر أفلام جيمس بوند، عن القاعدة بما أن بيرينيس مارلو وهي الممثلة الفرنسية التي تتقاسم البطولة مع دانيال كريغ في دور بوند، تنتهي حياتها برصاصة في رأسها يطلقها عليها الشرير الذي يجسده ببراعة النجم الإسباني خافيار بارديم. في باريس، التقت «الحياة» مارلو بعد الاحتفال بالعرض الافتتاحي لفيلم «سكاي فول» المخصص للإعلام. تتولين خلافة سلسلة طويلة من الممثلات اللواتي لمعن في أفلام جيمس بوند وكانت أولاهن أورسولا أندريس في «دكتور نو»، علماً أن صوفي مارسو وكيم باسينجر وهالي بيري وكارول بوكيه وروزاموند بايك وغيرهن زيّن مجموعة هذه الأعمال السينمائية بجمالهن وموهبتهن الفنية. كيف واجهت تحولك إلى «فتاة جيمس بوند الجديدة» إذاً؟ - أعتقد أن كوني لم أشاهد كل أفلام جيمس بوند ساعدني في عدم التأثر بأداء جميع الممثلات اللواتي لعبن شخصية «فتاة جيمس بوند»، وبالتالي سمحت لنفسي بتمثيل الدور على طريقتي وبالاتفاق مع المخرج سام منديس. أما عن كوني دخلت إلى دنيا فتيات بوند، فهو أمر أعتبره أكثر من مفيد بالنسبة الى مستقبلي المهني إذا عرفت كيف أحسن إدارة شؤوني الفنية. أعرف أن هناك ممثلات ظهرن في أفلام جيمس بوند واختفين كلياً في ما بعد من الساحة السينمائية، وكلهن لم يعرفن النجاح نفسه الذي حققته كيم باسينجر وهالي بيري وأورسولا أندريس والأخريات اللاتي ذكرتهن في سؤالك وأصبحن نجمات مرموقات على الصعيد العالمي. وبالتالي عليّ أن أحتاط وأحسن اختيار أدواري في المستقبل بمعاونة وكيلي الفني. ما هو أول فيلم لجيمس بوند شاهدتِه في حياتك؟ - أتذكر أنني رأيت «ثاندربول» من بطولة شون كونري، وأدت فيه الممثلة الفرنسية كلودين أوجيه دور «فتاة جيمس بوند». وقد شاهدت الفيلم على شكل فيديو وليس في صالة سينما. خبيرة في شؤون الحب يبدو أن جيمس بوند يميل إلى صحبة الفرنسيات، فهناك كلودين أوجيه التي تذكرينها ولكن أيضاً كارول بوكيه وصوفي مارسو وإيفا غرين بين الممثلات اللاتي شاركن العميل السري بطولة مغامراته، وها أنت تكملين القائمة. فما هو السر وراء الموضوع؟ - أعتقد أن الفرنسية تتميز، في نظر الأجانب وبالتالي الجمهور في العالم، بجاذبية خاصة جداً، في مظهرها وأناقتها أولاً، ثم في طريقة كلامها ولكنتها إذا تحدثت بالإنكليزية، مثلما هو الوضع في أفلام جيمس بوند، إضافة إلى سمعة تلازمها في شأن الأمور العاطفية، إذ إنها من المفروض أن تكون خبيرة في شؤون الحب. لا أعتقد بأن كل هذه الصفات واقعية اطلاقاً، لكنها تصنع سحر المرأة الفرنسية عالمياً، ولا شك في أن هوليوود ترغب في استغلال هذه الصفات سينمائياً ولا تتردد في اختيار فرنسيات بين حين وآخر في الأفلام، وهذا ما يحدث دورياً في الأعمال التي تروي سيرة جيمس بوند. ألا تعتقدين بأن الناحية المتعلقة بالشر تدخل أيضاً في الحسبان، بما أن «فتاة جيمس بوند» نادراً ما تكون معصومة عن الخطأ؟ - هذا أيضاً صحيح بما أن حكاية الخبرة في أمور الغرام غالباً ما تصاحبها خيانات. والجمهور، على ما سمعته وأنا أشارك في فيلم «سكاي فول»، لا سيما الأميركي، يفضل رؤية فرنسية تمارس الإجرام على أي ممثلة أخرى، فربما كان المتفرج في هذه الحال في حاجة إلى تحليل نفساني، أليس كذلك؟ لكن شركات الإنتاج السينمائي لا تبالي بذلك وتنظر إلى عنصر الربح أولاً وأخيراً. كيف تم اختيارك للمشاركة في «سكاي فول» بالتحديد؟ - قامت شركة «ايون» المنتجة للفيلم والتي تديرها باربارا بروكولي إبنة ألبرت بروكولي المنتج الذي يعود إليه الفضل في ظهور جيمس بوند فوق الشاشة في 1962، بالتفتيش عن الممثلة التي كانت ستؤدي الدور النسائي الأول في الفيلم، في هوليوود ونيويورك ولندن وباريس في آن، باحثة عن الفرنسية المثالية في رأي بروكولي نفسها. والطريف أن التركيز لم يكن على فرنسا بقدر ما كان على فرنسيات مقيمات في الخارج، وشاء القدر أنني كنت في ذلك الوقت مشغولة في هوليوود بالمشاركة في حلقات تلفزيونية أميركية للمرة الأولى في حياتي، بما أنني لم أعمل من قبل إلا في فرنسا. خضعت لحوالى خمسة اختبارات أمام الكاميرا دارت كلها في لندن على مدار ثلاثة شهور، لكن الاتصال الأصلي بي من الشركة المنتجة كان قد تم وأنا في هوليوود. وفي النهاية علمت أنني فزت بالدور أمام ما لم يقل عن 70 ممثلة مرشحات للدور. نقاط ضعفه هل كنت شاهدت دانيال كريغ في أحد أفلام جيمس بوند السابقة؟ - نعم مرة واحدة في فيلم «كازينو روايال» وتأثرت بأسلوبه في تمثيل دور بوند، بمعنى أنني وجدته يشد انتباه المتفرج إلى سلبيات شخصية العميل السري وإلى نقاط ضعفه أكثر من حركاته البطولية، وهذا ما لا يوجد عادة في أي فيلم ينتمي إلى لون المغامرات والحركة والجاسوسية. وكيف دار العمل إلى جواره بالتحديد؟ - وجدت نفسي أواجه فناناً تشع منه قوة الشخصية إلى درجة تفوق ما أعتاده حينما أمثّل أمام أي من النجوم الكبار، وأدركت سر نجاحه في دور جيمس بوند وكممثل في شكل عام. وفي الوقت نفسه فهو يتميز بناحية إنسانية لا جدال فيها ويحيط كل الذين يعملون إلى جواره برعايته وبنصائحه. كنت مضطربة في بادئ الأمر لمجرد فكرة العمل معه، لكن هذا الشعور اختفى على الفور عقب الانتهاء من تصوير أول مشهد بيني وبينه. لقد حرص على راحتي وجعلني أشعر بأنني بمستواه الفني وأن دوري يعادل دوره من حيث الأهمية في الفيلم. وكل ذلك لا علاقة له بالحقيقة طبعاً، إلا أنني صدّقته وتبعاً للثقة التي وضعتها فيه أعطيت أفضل ما عندي أمام الكاميرا. هل ستعملين في هوليوود الآن أم تنوين معاودة نشاطك في فرنسا؟ - أنوي انتهاز فرصة العمل أينما كانت بطبيعة الحال، لكن أملي هو العثور على أدوار حلوة في السينما الأميركية والبريطانية، وأن يلاحظني أهل المهنة أسوة بالجمهور العريض من خلال دوري في «سكاي فول» بما أن أفلام جيمس بوند تلقى التوزيع والرواج في العالم كله تقريباً. وهل سيرتفع أجرك الفرنسي بما أنك مثلت في فيلم من طراز جيمس بوند؟ - هذا شيء طبيعي جداً، لكنني لا أحلم كثيراً إذ إن الإمكانات الفرنسية لا علاقة لها بالمرة بمثيلاتها الأميركية أو البريطانية، وبالتالي لن أتقاضى أبداً في أي فيلم فرنسي ومهما كان مهماً، الأجر نفسه الذي تقاضيته عن مشاركتي في «سكاي فول». ومع ذلك سيرتفع مستوى مدخولي في أي عمل جديد أشارك فيه ومهما كانت جنسيته. لذا أيضاً أتمنى العمل الآن في أفلام دولية ناطقة بالإنكليزية. لكنك تعلمين أن صوفي مارسو وكارول بوكيه وكلودين أوجيه مثلاً عدن إلى العمل في فرنسا عقب مشاركتهن في أفلام جيمس بوند وذلك على رغم شهرتهن التي صارت دولية؟ - بينما تحولت إيفا غرين نجمة عالمية تعمل في هوليوود. وأنا أفضّل جعل طموحي على مستوى غرين أكثر من الأخريات. وعلى العموم فالمستقبل هو الذي سيحكم... أليس كذلك؟ أصبحت سفيرة رسمية لساعات أوميغا التي يروج لها جيمس بوند دائماً، فهل حدث ذلك إثر مشاركتك في فيلم «سكاي فول»؟ - نعم وتم الأمر في شكل طبيعي نظراً الى كون دانيال كريغ هو سفير ساعات أوميغا الرجالية من خلال شخصية جيمس بوند، وبالتالي أصبحت أنا بحكم دوري في الفيلم المرادف النسائي له، أي سفيرة الساعات النسائية، وذلك إلى حين ظهور ممثلة جديدة في فيلم جيمس بوند المقبل الذي أتمنى أن يستغرق تحضيره وقتاً طويلاً.