حذّر مسؤول في الأممالمتحدة من انشغال الدول بالاهتمام بالأزمة المالية العالمية، على حساب أزمات أخرى مثل الفقر والاحتباس الحراري والغذاء. وقال منسق للأمم المتحدة مقيم في السعودية، رياض موسى الأحمد، في حديث الى"الحياة"، على هامش ندوة عقدت في مقر وزارة الزراعة في الرياض أمس بعنوان"الأمن الغذائي العالمي.. تحديات التغير المناخي والطاقة الحيوية":"المؤسسات والحكومات تفكر بحل الأزمة، لكن لا أستطيع والحال هذه التنبؤ بما سيحدث في الأيام المقبلة، وكل ما نتمناه أن تنخفض أسعار السلع الغذائية". وأوضح في كلمة أمام الندوة، أن الارتفاع الحاد في أسعار الغذاء والطاقة في السنوات الثلاث الأخيرة، أدى إلى ازدياد عدد الذين يعانون من سوء التغذية بنحو 75 مليون نسمة آخر عام 2007، عازياً الأزمة إلى تدني الاستثمارات الزراعية في البلدان الأشد فقراً خلال السنوات الثلاثين الماضية". وأشار إلى انخفاض حصص الزراعة من المعونة الرسمية للتنمية من 17 في المئة في 1980 إلى 3 في المئة في 2006، داعياً إلى عكس هذا الاتجاه على وجه السرعة، من أجل العودة إلى المستوى المعهود، لافتاً إلى أهمية إقامة أطر تُحفّز نمو الاستثمارات الخارجية المباشرة في الزراعة في بلدان العجز الغذائي ذات الدخل المنخفض. وشدد على ضرورة تضافر الجهود في بناء شراكات عادلة بين البلدان التي تملك الأراضي والمياه واليد العاملة، وتلك التي تملك الموارد المالية ومرافق الإدارة والأسواق، وتشكل أساساً متيناً للزراعة المستدامة، إذ يجب مضاعفة انتاج الأغذية في العالم بحلول عام 2050، حين يرتفع عدد سكانه من 6 بلايين نسمة حالياً إلى 9 بلايين، وعندها فقط سيكون بالإمكان حشد الموارد اللازمة لتجديد الزراعة، التي قدرها فريق العمل المعني بأزمة الأمن الغذائي العالمي بنحو 30 بليون دولار سنوياً. وزير الزراعة وأكد وزير الزراعة السعودي فهد بن عبدالرحمن بالغنيم، أن العالم يواجه تحديات كثيرة في مجال الغذاء العالمي، أبرزها ارتفاع أسعار الغذاء، وتغير المناخ والآثار السلبية الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، والتوسع الخطر في إنتاج الطاقة الحيوية على حساب الغذاء. وطالب خلال كلمة ألقاها نيابة عنه وكيل وزارة الزراعة لشؤون الثروة السمكية سعد بن إبراهيم الفياض، بتعاون الدول والهيئات والمنظمات العالمية، من بينها منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، لتجاوز هذه التحديات. وأشار إلى أن السعودية تبذل جهوداً لتخطي هذه التحديات عبر استراتيجية متوسطة وبعيدة الأجل، مؤكداً أنها ستمضي قدماً في جهودها بالتعاون مع كل الفاعلين محلياً وإقليمياً ودولياً، خصوصاً مع منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، لتحقيق تنمية زراعية مستدامة وأمن غذائي مستقر.