أكد الرئيس الأميركي جورج بوش يحيط به وزراء المال في دول "مجموعة السبع" ان الجميع متفقون على الحاجة إلى"رد جدي شامل"على الأزمة المالية الحالية. وأوضح إثر اجتماعه لپ40 دقيقة مع وزراء ورؤساء المصارف المركزية لدول"مجموعة السبع"ورئيس البنك الدولي روبرت زوليك والمدير العام لصندوق النقد الدولي دومينيك ستروس - كان ان"الجميع مقر بأننا إزاء أزمة شاملة تتطلب رداً جدياً على المستوى العالمي". وجاء اجتماع بوش بالوزراء بعد ساعات من اجتماع في واشنطن لوزراء المال ومحافظي البنوك المركزية في ألمانيا وكندا والولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا واليابان نشروا في ختامه"خطة عمل"من خمس نقاط لمواجهة الأزمة المالية تعهدوا بموجبها بحماية المصارف الكبرى من الإفلاس. واتفق المسؤولون الماليون في"مجموعة السبع"على ان"الوضع الحالي يتطلب تحركاً عادلاً واستثنائياً". وعبروا عن رغبتهم في"مواصلة التحرك معاً من اجل إحلال الاستقرار في أسواق المال وإعادة تدفق الأموال لدعم النمو الاقتصادي العالمي". وحضت الدول الصناعية الكبرى الاقتصادات الناشئة الأعضاء في"مجموعة الپ20"على دعم خطتها لمعالجة اضطراب أسواق المال والضغوط التي تعانيها المؤسسات المصرفية الأميركية والأوروبية. وتعتبر"مجموعة الپ20"تجمعاً للاقتصادات الناشئة. وشدد وزير الخزانة الأميركي هنري بولسون على أهمية لقاء جمعه مع نظرائه في الدول الصناعية والنامية على عشاء عمل قبل اللقاء مشيراً إلى أن الدول النامية تحمل عبء ضمان استمرار الاقتصاد العالمي بالنمو. ونبَّه إلى أن خطة عمل"مجموعة السبع"ليست خطة موحدة وإنما"إطار لتنسيق الخطوات الفردية والجماعية التي نتخذها لتوفير السيولة للأسواق وتعزيز أوضاع مؤسساتنا المالية وحماية المودعين وتطبيق الإجراءات الكفيلة بحماية المستثمرين". وحذر من أن إنقاذ المصارف المتعثرة سيعطى الأولية في تطبيق الخطة على رغم الخسائر الهائلة التي تكبدتها أسواق الأسهم وقال إن"تقلبات البورصات ستستمر لبعض الوقت لكن المهم أن يكون تعاملنا مع الأزمة صحيحاً". وتوقع محللون أن تحض الدول الصناعية الكبرى الدول النامية الرئيسة وصناديقها السيادية على المشاركة في تعويم المصارف المتعثرة خصوصاً بعدما توقع صندوق النقد الدولي أن تواجه هذه المصارف موجة جديدة من الخسائر محذراً من أن الآثار المدمرة للأزمة المالية تجاوزت مشتقات الرهون العقارية العالية الأخطار لتطاول ما قيمته 23 تريليون دولار من الأصول ذات المصدر الأميركي وتشمل حزمة ضخمة من السندات المورقة على الرهون العقارية بكل أنواعها إضافة إلى القروض الاستهلاكية والتجارية وديون الشركات. وأعلنت المصارف الأميركية والأوروبية خسائر بمبلغ 580 بليون دولار منذ بداية الأزمة وحتى نهاية الشهر الماضي إلا أنها لم تتمكن من حشد أكثر من 430 بليوناً لتغطية هذه الخسائر التي نجمت عن تقديراتها لانخفاض قيمة الأصول المتعثرة التي بحوزتها. ولاحظ صندوق النقد أن مهمة تعبئة رأس المال أصبحت شديدة الصعوبة في الأشهر القليلة الماضية وأن فقط انتعاش الاقتصاد العالمي في النصف الثاني من 2009 سيتيح للمؤسسات المتعثرة استئناف تغطية خسائرها من طريق حشد 675 بليون دولار إضافية في فترة تمتد إلى عدة سنوات. وأعلنت الرئاسة الفرنسية ان رؤساء دول وحكومات المجموعة الأوروبية سيعقدون قمة حول الأزمة المالية في باريس اليوم في قصر الإليزيه. وأوضحت في بيان ان القمة ستعمل على"وضع خطة عمل مشتركة لمنطقة اليورو والمصرف المركزي الأوروبي في مواجهة الأزمة المالية".