اعتبر وزير المال الكندي بول مارتن تشكيل مجموعة دولية تضم الدول الصناعية الكبرى وغالبية الاقتصادات الناشئة، ومن بينها السعودية، أحد أهم انجازات القرن العشرين وصيغة مطلوبة للحؤول دون تكرار الأزمات المالية التي تفجّرت في النصف الثاني من 1997. وكان وزراء المال في مجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى اختاروا الوزير الكندي ليكون أول رئيس للمجموعة الجديدة في اجتماع عُقد على هامش الاجتماعات السنوية المشتركة للبنك وصندوق النقد الدوليين المنعقدة حالياً في العاصمة الأميركية. وفي تصريحات صحافية أمس وصف مارتن "مجموعة العشرين" بأنها "خطوة كبيرة" وقال ان "المنطق الأساسي لتشكيل هذه المجموعة الجديدة يكمن في أن نجاح السوق الحرة يعود بالفائدة على الدول الصناعية والنامية على حد سواء ولكن بشرط أن نضمن أن يكون هذا النجاح لصالح الشعوب كافة". ولفت الى أن كندا كانت واحدة من أعضاء مجموعة الدول الصناعية السبع الأكثر حماساً لانشاء نظام دولي محسن لمراقبة أسواق المال في أعقاب تفجر الأزمة الآسيوية على رغم ان شركاتها تملك استثمارات متواضعة في دول جنوب شرقي آسيا وتقدر استثماراتها في اندونيسيا على سبيل المثال بنحو ستة بلايين دولار أميركي. وقال مارتن ان اتساع نطاق العولمة الاقتصادية يعني ان مجموعة الدول الصناعية السبع لن تكون قادرة على معالجة كل المشاكل التي يتعرض لها الاقتصاد الدولي وأضاف: "حين يتعلق الأمر بمعالجة الأزمات الاقتصادية ذات الطابع العالمي أو الحؤول دون وقوعها تبرز الحاجة الى مجموعة أكبر من مجموعة الدول الصناعية السبع، وتتأكد ضرورة اشراك الاقتصادات الناشئة مثل الصين وكوريا الجنوبية والبرازيل في الجهود المطلوبة". وأوضح ان أول التحديات التي تواجهها مجموعة العشرين تتمثل في ايجاد السبل الكفيلة بتشجيع القطاع الخاص على المشاركة، وقال ان "أحد الدروس المستفادة من الأزمة الآسيوية هو أن بعض الدول لم يكن يمارس مراقبة كافية على مصارفه ومستثمريه". واعترف الوزير الكندي ان تشكيل المجموعة لا يعني في حد ذاته أنه لن تكون هناك أزمات في المستقبل، ولكنه أعرب عن قناعته أن التنسيق الجيد بين الدول الصناعية والاقتصادات الناشئة سيخفف من حدة الأزمات، وقال: "لو أننا بادرنا الى تشكيل هذه المجموعة مسبقاً لما جاءت الأزمة الآسيوية بدرجة الخطورة ذاتها ولما انهار النظام المصرفي وأدى الى تفجر الأزمة". وتضم المجموعة في عضويتها الدول الصناعية السبع الكبرى و11 دولة من الدول ذات الاقتصادات الناشئة وهي علاوة على السعودية كل من تركيا والارجنتين واستراليا والبرازيل والصين والهند والمكسيك وروسيا وجنوب افريقيا وكوريا الجنوبية بالاضافة الى الاتحاد الأوروبي والبنك وصندوق النقد الدوليين. واستبعد من العضوية اقتصادات ناشئة مهمة مثل اندونيسيا وماليزيا.