أصبح في حكم المؤكد بل ومن المسلّمات، أن الصراع العربي - الإسرائيلي، خصوصاً الجانب الفلسطيني منه، من وجهة نظر كثيرين ممن صادفتهم عبر"الماسنجر"من البلدان العربية المختلفة، أو من خلال قراءة مقالات في منتديات عربية ومواقع إخبارية، يسير في اتجاه سلبي، مما يستدعي من كل الكتّاب والمفكرين الفلسطينيين في الداخل والخارج أن يقوموا بحملة وقائية، لإعادة إنضاج الفكر العربي، خصوصاً الجيل الشاب فيهم، حتى لا نفقد العمق العربي والإسلامي الطبيعي للقضية. ان ما حصل في غزة أساء الى الفلسطينيين في الخارج في شكل أثّر في طريقة معيشتهم في البلدان المختلفة، عوضاً عن الانقسام في الداخل، وهو ما لمسناه خلال اتصالات كثيرة منهم، إذ أضحوا منبوذين من المحيط الذي يعيشون فيه، وذنبهم الوحيد أنهم فلسطينيون، يدفعون فاتورة الاقتتال الداخلي، فكلمات السخط والغضب صارت توجه الى فلسطينيي الشتات من مواطني الدولة التي يقيمون فيها، بدلاً من كلمات المدح والثناء إبان الانتفاضة المباركة. إننا نمر بمنعطف خطير، وإذا لم ننتبه سنفقد الدعم المعنوي والمادي من إخوتنا وأصدقائنا بسبب ما نحن عليه في الداخل. يتساءلون هل كان دعمنا للفلسطينيين من أجل أن يقتتلوا في ما بينهم!؟ إنه سؤال يحمل في طياته الكثير من التغيرات لدى الشعوب. لسنا في صدد تشريح القضية، فالكل يعرف ما له وما عليه من واجبات، ولكن يجب أن تتوقف المهازل والمهاترات التي تحصل عبر الفضائيات المختلفة، والتي شكلت نتائجها حال إحباط لدى فلسطينيي الخارج وأضعفت موقفهم. إن ما حصل في غزة نسف قضيتنا من جذورها... بل وذهب بنا أبعد مما نتصوره، وهو أن عمقنا العربي أصبح يفكر وكأننا مجموعات إرهابية لا هدف لها غير المال. على عاتقنا يقع الكثير، يجب أن تكون هناك حملة مكثفة من أجل عودة القيادة الفلسطينية الى الشعوب العربية والابتعاد من الاقتتال الفضائي والإعلامي. يوسف صادق - بريد الكتروني