يعتبر البعض من أفراد المجتمع أن الموروث الشعبي من وجهة نظرهم هي تلك الألوان الشعبية المنتشرة في كافة مناطق المملكة وتحديدًا العرضات والسامري واللعب والدحة وغيرها مما لا يسع المجال لحصرها جميعاً، إلا أن مصطلح الموروث الشعبي في الواقع لا يقتصر على تلك الألوان وإنما يشمل كافة الجوانب التاريخية والعادات والتقاليد والمظاهر الحسنة من الثقافات والفنون المتعددة. وقد رسخ الإعلام، وأخص بذلك القنوات الفضائية الشعبية التي وظفت كل طاقاتها لذلك الموروث الشعبي، وعلى رأسها العرضة والخطوة ووصلت المبالغة في ترسيخ هذا المفهوم الى إبراز قيادات ذلك الموروث وأقصد بذلك الشعراء بشكل لافت، ولاسيما أثناء المقابلات التي تستضيفهم فيها تلك القنوات لدرجة الاهتمام بهم والحفاوه بإبداعهم وإنتاجهم وإبرازه إعلامياً تجاوز الحفاوة بالأدباء والمفكرين وذوي المواهب المتعددة والمبتكرين والمخترعين مما أدى إلى تولد الشعور لدى بعضهم بأنهم صفوة الخلق وأنهم يحملون قيمة اجتماعية مختلفة عن الجميع. وأنا هنا لست ضد الشعر الشعبي، فهو شعر يصنف من الأدب العربي الأصيل إذا كان يحمل رسالة دينية أو وطنية أو جمالية بمختلف أغراض الشعر، إلا أن هناك من يوظف هذا اللون إلى الحضيض من حيث التركيز على الانتصارات الشخصية والمهاترات بين الشعراء ويكون ذلك بعلم الشاعر أحيانًا استخفافًا بفكر وثقافة ومكانة الحضور، زد على ذلك أن البعض من هؤلاء الشعراء رشح نفسه ليكون مثالياً بحيث إنه يعلن على الملأ من خلال مايكرفون الحفل ويقسم بالله أنه لا يمدح إلا من يستحق المدح والعكس أيضًا.. هنا يتساءل الكثير ممن يستمع إليه من منحك أيها الشاعر تلك الصفة الاعتبارية التي أهلتك لذلك، ثم ما هي المعايير التي استخدمتها لتؤكد للجمهور وبالحلف بالله أنك لا تمدح إلا من يستحق المدح؟!. أيها الأحبة.. نحن في زمن الارتقاء بالإنسان وثقافته وفكره والعالم المتقدم وصل إلى مستويات رفيعة من الابتكارات والاختراعات ووصل إلى مستويات عالية من احترام ثقافات الشعوب الأخرى والتعامل الحضاري مع معطيات الحياة فلعلنا ونحن نظهر على قنوات فضائية أن نبرز موروثاتنا وكما أردتم بالصورة اللائقة التي تليق بمكانة وطننا وطموحاته التي تسعى للارتقاء بمكوناته البشرية والمادية لتصل به إلى مصاف الدول المتقدمة من خلال مشروع التحول الوطني ورؤية 2030.