أعلن الجيش الباكستاني قتل 24 مسلحاً متشدداً، واستعادته السيطرة على نفق رئيس يربط بين مدينتي بيشاور وكوهات في وزيرستان. وصرح الناطق باسم الجيش الجنرال أطهر عباس أن الجيش استخدم المدفعية وقذائف المروحيات العسكرية، لضرب مواقع المسلحين في شمال غربي البلاد، في محاولة لاستعادة السيطرة على النفق. وكان المسلحون احتلوا هذا النفق في منطقة دارا آدام خيل منذ يوم الجمعة الماضي وأوقفوا حركة السير بين مدينتي بيشاور وكوهات. وقال الناطق العسكري إن القوات الحكومية استخدمت المدفعية والأسلحة البعيدة المدى والمروحيات لطرد المسلحين من مواقع احتلوها في التلال المطلة على النفق، وذلك مع دخول القتال يومه الثالث امس. ودارت الاشتباكات قرب نفق كوهات حيث استطاعت القوات النظامية تطهير منطقة واسعة من المسلحين، وحققت تقدماً جيداً وقتلت 24 متطرفاً منذ ليل السبت - الاحد. وتعرف منطقة دارا آدام خيل بتجارة السلاح، وتحولت اخيراً إلى حصن منيع لجماعات متطرفة موالية ل"القاعدة". وقتل حوالى 200 متطرف و 30 جندياً في مواجهات بين الطرفين خلال الأسابيع الثلاثة الماضية في وزيرستان قرب الحدود الأفغانية. على صعيد آخر، نشرت صحيفة"نيويورك تايمز"امس، ان الرئيس الباكستاني برويز مشرف رفض هذا الشهر اقتراحات اميركية بمنح وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية سي آي إي حرية عمل اكبر في المناطق القبلية حيث تنشط"القاعدة"و"طالبان"وجماعات متشددة اخرى. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين اميركيين وباكستانيين ان مسؤولين رفيعين من الجانبين اجروا محادثات سرية في باكستان.وأضافوا ان اسلام آباد وواشنطن تناقشان جهوداً مشتركة اخرى غير اعطاء"سي آي إي"حرية التحرك في مناطق القبائل. وأشارت الصحيفة الى ان ذلك يشمل زيادة عدد ومجال مهمات طائرات"بريداتور"المسلحة للمراقبة فوق المناطق القبلية وتحديد الطرق التي يمكن ان تعجل بها واشنطن ايصال المعلومات الى باكستان في شأن المتشددين المشتبه بهم. وبحسب الصحيفة، ضمت اجتماعات في التاسع من الجاري، مايك مكدونيل مدير الاستخبارات الوطنية الاميركية والجنرال مايكل هايدن مدير"سي آي إي". وقالت الصحيفة ان مشرف رفض اقتراحات لتوسيع الوجود القتالي الاميركي في باكستان سواء من خلال عمليات سرية من جانب واحد للاستخبارات الاميركية او عمليات مشتركة مع قوات الامن الباكستانية. وأضافت ان الاجتماعات مع مشرف كانت الاولى التي يعقدها مسؤولون بارزون في الادارة الاميركية بعد اغتيال زعيمة المعارضة بينظير بوتو. وضمت المحادثات قائد الجيش الجنرال اشفق برويز كاياني، إضافة الى الليوتنانت جنرال نديم تاج رئيس وكالة الاستخبارات العسكرية الباكستانية الرئيسة. وأكد هذه الزيارة ناطقون باسم الحكومتين الاميركية والباكستانية ولكنهم رفضوا تقديم تفصيلات. ودفعت الى هذه الزيارة مخاوف الولاياتالمتحدة في شأن زيادة جهود"القاعدة"و"طالبان"لزعزعة استقرار باكستان. وقالت الصحيفة ان مسؤولين اميركيين وباكستانيين قدموا روايات هذه المحادثات التي استغرقت يوماً واحداً بين الرئيس الباكستاني والمسؤولين الاميركيين خلال الاسبوعين الماضيين. ونقلت الصحيفة عن مسؤول كبير قوله ان الغرض من هذه المهمة"كان اقناع مشرف بأن الوقت يمر"وأن زيادة الهجمات على باكستان ستقوض في نهاية الامر سيطرته على السلطة. ونقلت الصحيفة عن مسؤولين آخرين ان معلومات استخبارات أشارت في الآونة الاخيرة الى ان القاعدة تعمل في المناطق القبلية بحصانة تشبه تلك الحصانة التي كانت تتمتع بها خلال الايام التي سبقت هجمات 11 ايلول سبتمبر.