أجرى قائد الجيش الباكستاني الجنرال إشفاق برويز كياني تعديلات واسعة النطاق طالت قادة الأجهزة الأمنية في 19موقعا داخل الجيش الباكستاني، في خطوة تعد الأوسع في تاريخ المؤسسة العسكرية في البلاد وقد صادق رئيس الوزراء يوسف رضا جيلاني على هذه التعديلات عقب لقائه مع قائد الجيش، حيث تم عزل رئيس جهاز الاستخبارات العسكرية الباكستانية الجنرال نديم تاج الذي عينه الرئيس السابق برويز مشرف، وعين في منصبه الجنرال احمد شجاع باشا، وأيضاً تم عزل رئيس مجمع الصناعات الحربية الباكستانية في "واه" قرب إسلام آباد من منصبه حيث تعرض المجمع في الشهر الماضي لتفجير انتحاري مزدوج، وسلطت الاضواء على عمل هذه الأجهزة في الفترة الأخيرة خاصة بعد محاولة الحكومة وضعها تحت إشراف وزارة الداخلية، وكانت الإدارة الأمريكية قد طالبت في وقت سابق على لسان ريتشارد باوشر مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون جنوب ووسط آسيا، الحكومة الباكستانية بإدخال تعديلات إدارية وإجراء إصلاحات جوهرية في أداء جهاز الاستخبارات العسكرية الباكستانية بعد ان وجهت اوساط اعلامية امريكية اتهامات مباشرة لهذه الاجهزة بتسريب معلومات لبعض المجموعات المسلحة من المليشيات التي تقاتل القوات الاجنبية المنتشرة في افغانستان . وعقب تفجير فندق ماريوت في اسلام اباد اتهم رئيس الحكومة الباكستانية الاجهزة الامنية علنا بالتقصير في اتخاذ الاحتياطات الامنية لاحباط مخططات العناصر المتطرفة التي تتبع الجماعات المحظورة، واعتبر الحادث المروع اختراقا امنيا نجح الارهابيون في تحقيقه، وتأتي هذه الخطوة في دلالة واضحة لاظهار التنسيق في عمل المؤسسة العسكرية مع الحكومة المنتخبة التي جاءت اثر الانتخابات التشريعية في 18فبراير الماضي، خاصة بعد اجتماع الرئيس زرداري برئيس وكالة المخابرات المركزي الامريكية خلال تواجده في الولاياتالمتحدةالامريكية لحضور اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة. وكانت الحكومة قد اعلنت عن خطتها في مواجهة العناصر المتمردة المسلحة الخارجة عن سلطتها حيث ستعمل على عزل الارهابيين بالحوار مع العناصر المسالمة من القبليين وفي نفس الوقت ترحب بمن يلقي السلاح اضافة إلى تبنيها لمشاريع انمائية لتطوير المناطق القبلية.ميدانياً صرح مسؤول باكستاني ان ميليشيا شكلتها قبيلة من شمال غرب باكستان لمكافحة المتطرفين في حركة طالبان او المرتبطين بتنظيم القاعدة، شنت الاثنين عملية ضد احد معاقلهم وقتلت ثلاثة منهم.وقال هذا المسؤول الأمني أن مئات من رجال قبيلة سالارزاي وقفوا في صف القوات الحكومية وشكلوا ميليشيا لمطاردة المتطرفين المتمركزين في منطقة باجور القبلية التي تشهد منذ آب - اغسطس الماضي هجوما واسع النطاق للجيش.واضاف ان عددا من افراد هذه الميليشيا توجهوا الاثنين إلى قرية دارا وبدأوا احراق منازل استخدمها المتطرفون عند تعرضهم للهجوم. واضاف ان "تسعة من افراد القبيلة وثلاثة متمردين بينهم زعيمهم عبد المطلب قتلوا في قرية دارا حيث نصب مقاتلو طالبان كمينا للقوة القبلية".