باشر الرئيس الاميركي، جورج بوش، زيارته الدعائية الى الشرق الأوسط في الاسبوع الفائت. وهذه الزيارة تحوز اهتمام وسائل الإعلام العالمي والمحللين السياسيين. وغرض الزيارة هو دعم مصالح الكيان الصهيوني، وتأليب دول المنطقة على ايران، على ما قال بوش الى صحيفة"الحياة"العربية. ويرى مراقبون كثر أن النجاح لن يكتب لزيارة بوش. وهو زعم ان"حوادث الشرق الأوسط كلها تؤثر في أمن أميركا". وثمة أهداف سرية لهذه الزيارة بقيت طي الكتمان. فبوش يسعى، في وقت بلغ سعر برميل النفط 100 دولار اميركي، الى ضمان أمن الطاقة، والى تلميع صورة اميركا في العالم، ومحو آثار الحرب السلبية على افغانستان والعراق. وحمل انحسار تأييد أميركا في المنطقة وتراجع مكانتها بالشرق الأوسط، وهزائمها المتتالية، بوش على اتخاذ مواقف عاطفية واستعراضية إعلامية لترميم صورة أميركا والحزب الجمهوري في المجتمع الدولي. وتأتي زيارة بوش إثر عقد أميركا في كانون الأول ديسمبر الماضي مؤتمراً سمي مؤتمر أنابوليس للسلام. ولم يتمخض هذا المؤتمر عن نتيجة فعلية تعبّد طريق السلام. والكيان الصهيوني اسقط ما توصل اليه في أنابوليس، واستأنف عملية البناء في المستوطنات اليهودية بشرق بيت المقدس. وتحاول واشنطن إنقاذ أنابوليس. ولكن حركة"حماس"تقول ان الكلام على وقف إطلاق النار مع الكيان الصهيوني العدائي لا معنى له. وحاول مسؤولون أميركيون كثر، في زيارات الى الدول العربية، استمالة قادة هذه الدول الى معاداة إيران، والإيحاء بأن البرنامج النووي الإيراني السلمي يتهدد أمن المنطقة، وأن إيران تسعى الى السيطرة على المنطقة. وهذه السياسة ترمي الى توفير ذرائع استمرار الوجود الاميركي العسكري. وهو باعث على التوتر في المنطقة. ويبدو ان أبرز أهداف زيارة بوش الشرق الأوسط هو إخافة العرب من إيران. فبوش يسعى الى خلق عدو جديد يوازي مكانة إسرائيل عند العرب، ويحمل اسم إيران، والى صرف الأنظار عن أعمال اسرائيل وحمل العرب على مقاطعة ايران سياسياً ومحاصرتها امنياً. ولكن الحسابات الاميركية، وهي تبدو معقولة على الورق، لم تثمر نتائج ايجابية في العالم العربي. فصحيفة"عكاظ"السعودية كتبت"ان العالم العربي يحتاج الى مد الجسور مع ايران". وذهب امين عام الجامعة العربية، عمرو موسى، الى أن ايران لا تملك برنامج تسلح نووي، وأن دواعي عزل ايران غير موجودة. عن حميد اميدي، "كيهان" الايرانية ، 12/1/2008