سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"حماس" تواصل حملة الاعتقالات في صفوف "الفتحاويين" وتقتحم فرع جامعة القدس المفتوحة . غزة تخلو من مظاهر الاحتفال بانطلاقة "فتح" والحركة تدعو إلى إضاءة الشموع حقناً للدماء
اختفت من شوارع قطاع غزة أي مظاهر احتفالية في ذكرى انطلاقة حركة "فتح" والثورة الفلسطينية التي تصادف اليوم بعدما كثفت الشرطة التابعة لوزارة الداخلية في حكومة الوحدة الوطنية المُقالة برئاسة اسماعيل هنية حملاتها ضد حركة"فتح"لمنعها من الاحتفال، وذلك رداً على منع حركة"حماس"من الاحتفال بذكرى انطلاقتها العشرين في الضفة الغربية قبل أسابيع قليلة. من جانبها، ألغت"فتح"اجتماعا حاشدا كان من المقرر عقده في غزة هذا الاسبوع، وقررت ان تقتصر الاحتفالات هذا العام على اضاءة الشموع والالعاب النارية خشية ان يؤدي الاجتماع الحاشد الى حوادث عنف. واعتقلت الشرطة التابعة ل"حماس"العشرات من كوادر"فتح"وانصارها خلال الساعات الاخيرة، كما اقتحمت حرم فرع جامعة القدس المفتوحة شمال قطاع غزة صباح امس وازالت كل المظاهر الاحتفالية منه. وقال محاضر في الجامعة فضل عدم ذكر اسمه ل"الحياة"ان قوات الشرطة يرافقها مدنيون يحملون عصياً، اقتحموا الجامعة وازالوا صور الرئيس ياسر عرفات والرايات الصفر لحركة"فتح"ووضعوا بدلاً منها الرايات الخضر ل"حماس"وصوراً لعدد من قادتها الشهداء. واضاف أن اشتباكات بالايدي وقعت بين عدد من المحاضرين والطلاب والمقتحمين اسفرت عن اصابة طالبتين واعتقال نحو خمسة طلاب آخرين. واشار الى ان رئيس جامعة القدس المفتوحة في فلسطين الاستاذ الدكتور يونس عمرو اصدر قراراً باغلاق الفرع حتى اشعار آخر خشية وقوع مزيد من المشاكل فيه. وقالت مصادر فتحاوية ل"الحياة"ان الشرطة اعتقلت عشرات الكوادر والنشطاء من"فتح"واطلقتهم بعدما ارغمتهم على التوقيع على تعهدات بعدم المشاركة في أي احتفالات بذكرى الانطلاقة ال43، فيما قالت كوادر من"حماس"ان الحركة اتخذت قرارا بعدم السماح ل"فتح"بأي مظاهر للاحتفال بالذكرى رداً على منع"حماس"من الاحتفال بذكرى انطلاقتها العشرين في الضفة والملاحقات والاعتقالات التي قامت بها الاجهزة الامنية التابعة للسلطة الفلسطينية في حق كوادر حماس ونشطائها وقادتها. في غضون ذلك، قالت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة انها سمحت لحركة"فتح"بعقد مؤتمر صحافي في مقرها الرئيس قرب مجمع انصار الامني غرب مدينة غزة امس، وذلك استجابة لطلب تقدمت به قيادات وطنية من فصائل أخرى بشكل رسمي للحكومة. واضافت في بيان ان"هذا الاجراء يدل على حرية الرأي والتعبير التي تنتهجها وزارة الداخلية والحكومة في غزة للفصائل الفلسطينية كافة وعلى رأسها فتح". وتابعت:"لكن في المقابل تمارس حكومة سلام فياض في رام الله أبشع الاجرام والتعذيب والقمع ضد حماس، وتمنعها من تنظيم أي فعاليات لها في الضفة، وكان آخرها منع حماس من اقامة مهرجان ذكرى انطلاقتها العشرين واعتقال عدد كبير من ابنائها". واعلن القيادي في"فتح"احمد حلس ان احتفالات الحركة في القطاع"ستقتصر على ايقاد الشموع داخل المنازل والتكبير واطلاق الالعاب النارية". وقال في مؤتمر صحافي عقدته هيئة العمل الوطني في القطاع في مقر فتح غرب غزة ان اقتصار الاحتفالات على هذا الشكل"لأن الحركة اختارت الطريق التي تحقن دماء شعبنا ولابعاد أي محاولات لمن يريد نزع الاحتفال بهذه الذكرى، وكذلك تجنيب شعبنا فتنة داخلية". واشار الى ان"الاقتصار على هذه الفعاليات يأتي في ظل استمرار عمليات الدهم والخطف التي جاءت لافشال الاحتفال بهذه الذكرى". بدوره، قال عضو اللجنة المركزية لحركة"فتح"، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور زكريا الآغا ان"الاحتفالات هذا العام ستقتصر على بعض المظاهر البسيطة منعاً للتصعيد وتوفيرا للدم والدموع". واضاف خلال المؤتمر الصحافي ان هيئة العمل الوطني"تتعهد مواصلة النضال من اجل تصحيح هذه الاوضاع الشاذة، وانها لن تستسلم لمنطق العنف والثأر في معالجة القضايا الداخلية". واشار الى ان"القرار اتخذ نظراً لظروف الانقسام الفلسطيني ومأساة الحصار المفروض على شعبنا بعد انقلاب حماس على الشرعية في حزيران يونيو الماضي، وما نجم عن ذلك من مخاطر وتداعيات قاسية تتميز باستمرار منطق العنف وقمع الحريات والاقصاء وعدم الاعتراف بالآخر وبناء المؤسسات الموازية وزيادة ظاهرة الفقر والبطالة". من جهته، دعا القيادي في الحركة ابراهيم ابو النجا خلال المؤتمر الصحافي انصار الحركة ومؤيديها الى"اشعال الشموع في كل بيت ومكان والتكبير"لمناسبة انطلاقة"فتح". وقال:"ليفرح شعبنا ولنقل لأطفالنا وزهراتنا ولنعلن ان الثورة ورسالتها واهدافها باقية، وان القدس لنا والارض لنا. ولا للجدار والاغتيالات والاعتقالات، ولا لانتقاص أي حق من حقوق شعبنا... هذه هي رسالتنا رسالة الشهداء التي لا يمكن ان نتراجع عنها". ودعا الشعب الفلسطيني الى"عدم افراغ هذه الفرحة من مضمونها، والا تتحول الى شيء دامٍ للاسف الشديد من ميليشيات حماس الانقلابية".