منعت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة حركة «فتح» من تنظيم أي احتفالات أو مهرجانات أو أي مظاهر لإحياء الذكرى الخامسة لاستشهاد الزعيم الراحل ياسر عرفات التي صادفت أمس، وذلك رداً على ملاحقة أنصار حركة «حماس» وحظر نشاطها في الضفة الغربية. وعلى غير المتوقع، خلت شوارع مدينة غزة من المواطنين أمس، واكتسى بالحزن وجه المدينة التي وضع فيها الشهيد عرفات عام 1994 أول لبنة في السلطة الفلسطينية التي تتربع على عرشها «حماس» الآن بعد 15 عاماً على قيامها، وثماني سنوات على مغادرة عرفات لها الى الضفة التي ظل محاصراً فيها الى أن مات مسموماً على ما يعتقد على نحو واسع. كما خلت جدران الشوارع من أي شعارات أو ملصقات تشير الى هذه الذكرى، فيما لم يعلق «الفتحاويون» أي صور أو ملصقات للرئيس الراحل على أعمدة الكهرباء أو الجدران. واكدت مصادر في «فتح» ان اجهزة الامن التابعة ل «حماس» اعتقلت امس عشرات من انصارها لارتدائهم الكوفية او رفعهم صور عرفات. والى جانب استدعاء عشرات «الفتحاويين» الى مقار جهاز الأمن الداخلي التابع للوزارة، فان أجهزة الأمن منعت هيئة العمل الوطني، ذراع منظمة التحرير الفلسطينية في قطاع غزة، من عقد مؤتمر صحافي بهذه المناسبة في مقر وكالة «رامتان» في مدينة غزة. كما منع جهاز الأمن الداخلي المطابع في القطاع من طباعة أي صور أو ملصقات أو أي مواد إعلامية لحركة «فتح» لاستخدامها في إحياء ذكرى عرفات، إلا بإذن من وزارة الداخلية، متوعدة المخالفين. وقالت مصادر فصائلية وحقوقية ل «الحياة» إن ظابطين بلباس مدني عرفا نفسيهما لأصحاب المطابع بأنهما من جهاز الأمن الداخلي، أمرا «بعدم طباعة أي مطبوعة من صور أو أعلام وشعارات على الإطلاق». وقال أصحاب عشرات المطابع في مدن القطاع أنهم تلقوا الأوامر نفسها. كما منعت شرطة المباحث العامة والأمن الداخلي قياديين من هيئة العمل الوطني التي تشكلت في القطاع في أعقاب سيطرة «حماس» على القطاع قبل عامين ونصف العام من فصائل منظمة التحرير الفلسطينية، من عقد مؤتمر صحافي في وكالة «رامتان» للأنباء في مدينة غزة للاعلان عن إلغاء فعاليات إحياء ذكرى عرفات. وعلمت «الحياة» أنه كان من المقرر أن يلقي ممثل «الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين» في هيئة العمل الوطني خالد أبو شرخ بياناً في المؤتمر الصحافي يعلن من خلاله إلغاء الفعاليات التي كان من المقرر القيام بها لإحياء الذكرى الخامسة لاستشهاد عرفات. وكان من المقرر أن تنظم الهيئة مهرجاناً حاشداً في مركز رشاد الشوا في مدينة غزة أمس بعد موافقة «حماس» على ذلك بديلاً من تنظيم مهرجانات في الساحات العامة. وقالت مصادر ل «الحياة» إن «خمسة أشخاص يرتدون لباساً مدنياً ادعوا أنهم من المباحث العامة والأمن الداخلي، وأمروهم بعدم عقد المؤتمر الصحافي بدعوى عدم حصولهم على ترخيص لعقده». وأضافت أن رجال الأمن «أرغموا المصورين الصحافيين أخذ كاميراتهم ومغادرة المكان، وأرغموا أعضاء هيئة العمل الوطني على مغادرة مقر الوكالة»، علماً أن الهيئة استوفت كل الإجراءات المطلوبة لتنفيذ فعاليات الذكرى، حسب مصادر في الهيئة. وفي ذكرى وفاة عرفات، أكدت «فتح» في بيان أن «الحوار الوطني الفلسطيني هو السبيل الوحيد لاستعادة الوحدة»، داعية «الإخوة في حماس إلى الإسراع في التوقيع على المبادرة المصرية المقترحة لإنهاء حال الانقسام والبدء الفوري في تطبيق بنودها». كما أكدت تمسكها والتزامها «الخط والنهج السياسي للرئيس الراحل ياسر عرفات باعتبار هذا النهج يمثل إجماع الفلسطينيين وبرنامج عمل منظمة التحرير الفلسطينية... والثوابت الوطنية المتمثلة في إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين الفلسطينيين وفق القرار 194 وإطلاق جميع الأسرى والمعتقلين». وأشارت الى «التفافها حول القائد العام محمود عباس في مواجهة كل التحديات المحدقة بالقضية الفلسطينية، وتؤكد انه مرشح الحركة الوحيد للانتخابات المقبلة ... وترفض مبدأ الاعتقال السياسي بأي شكل من الأشكال، وتعتبره جريمة في حق الإنسان الفلسطيني، وتميز بين الاعتقال السياسي والاعتقال على خلفية جنائية». وقالت الحركة انها تدين «الموقف الأميركي وترفض المحاباة لصالح إسرائيل في موضوع الاستيطان الصهيوني، وتثمن موقف القيادة الفلسطينية الرافض إجراء أي مفاوضات قبل الوقف الكامل للنشاط الاستيطاني». ودعت «أبناء فتح وجماهير شعبنا الفلسطيني أين ما وجدوا للاحتفال بهذه المناسبة كل على طريقته وظروفه الموضوعية».