طفت الخلافات الى السطح مجددا بين السلطة الوطنية وحركة "فتح" من جهة وبين الحكومة المقالة في غزة وحركة"حماس"من جهة اخرى امس، في ضوء حملة الاعتقالات التي قام بها كل طرف ضد اعضاء الاخر. وساهم في تأجيج الخلافات اقتراب ذكرى انطلاقة"فتح"التي اعلنت شرطة"حماس"انها ستمنع الاحتفال بها في قطاع غزة، في وقت دافعت فصائل فلسطينية عن حق"فتح"في تنظيم احتفالاتها. راجع ص 4 وقالت"حماس"ان أجهزة الأمن الفلسطينية اعتقلت 14 ناشطاً من أعضاء الحركة في نابلس في الضفة الغربية ليل السبت - الأحد، في إطار حملات الاعتقالات التي تشنها أجهزة امن السلطة ضد الحركة في الضفة منذ سيطرة الأخيرة على القطاع قبل أكثر من ستة شهور. وجاءت الاعتقالات رداً على اعتقال الشرطة التابعة للحكومة المُقالة في غزة 35 من أنصار"فتح"مساء أول من امس في جامعة الازهر التابعة للسلطة الفلسطينية أثناء قيامهم بإلصاق ملصقات وكتابة شعارات في إطار إحياء ذكرى انطلاقة"فتح". وقالت مصادر مطلعة ان الشرطة أطلقت أنصار"فتح"بعدما طلبت منهم التوقيع على تعهد خطي بعدم المشاركة في أي فعاليات لإحياء ذكرى انطلاقة"فتح". وكانت شرطة"حماس"اعلنت انها ستمنع اي احتفالات للحركة بسبب"عدم التزام قيادات فتح المعايير التي وضعتها الشرطة للمحافظة على أرواح المدنيين في تلك المهرجانات"، في اشارة الى مهرجان احياء ذكرى الرئيس الراحل ياسر عرفات في 12 الشهر الماضي والذي قتل فيه سبعة اشخاص برصاص الشرطة. ودافعت الجبهتان"الشعبية"و"الديموقراطية"وحركة"الجهاد الاسلامي"في بيان مشترك امس عن حق"فتح"في الاحتفال بذكرى انطلاقتها مطلع الشهر المقبل في قطاع غزة. الا ان الناطق باسم الحكومة المُقالة طاهر النونو قال ل"الحياة"ان الحكومة ستدرس أي طلب تقدمه"فتح"لإقامة مهرجان احتفالي في غزة. في غضون ذلك، بدأ قادة"حماس"، ومن بينهم رئيس حكومتها المقالة اسماعيل هنية، باتخاذ اجراءات امنية مشددة في اعقاب تلقيهم معلومات عن قرار اسرائيل اغتيال عدد منهم. وكانت مصادر اسرائيلية قالت أخيراً ان اسرائيل طلبت موافقة الولاياتالمتحدة على قرار اتخذته الاسبوع الماضي باغتيال هنية، مضيفة ان الرئيس جورج بوش اعطى الضوء الاخضر للاغتيال، لكنه اشترط عدم التنفيذ الا بعد زيارته للمنطقة بعد اسبوعين. وقال النونو ل"الحياة":"نأخذ هذه التهديدات على محمل الجد"، محذرا من ان"أي خطوة من هذا القبيل يمكن ان تقلب المنطقة برمتها، وستكون لها تداعيات أكبر مما يتصور الاحتلال الاسرائيلي". وتقدر الحركة ان اسرائيل تسعى الى ازالة رأس الشرعية في السلطة التنفيذية من خلال اغتيالها هنية، على اعتبار ان اغتياله لن يمكن"حماس"من تعيين بديل منه رئيساً للحكومة المُقالة أصلاً.