أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أمس انه حصل على تعهد من الرئيس السوداني عمر البشير بوقف النار في دارفور وعدم شن هجمات على مواقع المتمردين في الإقليم، كما تلقى موافقة طرفي السلام في جنوب البلاد على تعيين الديبلوماسي الباكستاني أشرف قاضي مبعوثاً خاصاً له إلى السودان خلفاً ليان برونك الذي طردته الخرطوم العام الماضي. واستقبلت حكومة إقليم جنوب السودان وقادة المجتع المدني ورجال الدين ومواطنون من مختلف المجموعات القبلية بان كي مون في جوبا عاصمة الجنوب التي زارها أمس. وقُدّمت له رقصات من مجموعات ثقافية مختلفة، بالاضافة إلى الطلاب الذين اصطفوا بملابس زاهية في الشارع المؤدي إلى مقر الحكومة الاقليمية. وتظاهرت مجموعات قليلة من منطقة أبيى المتنازع عليها بين شمال البلاد وجنوبها لمطالبة بان بالتدخل في حل المشكلة. كما حمل عشرات لافتات تطالب بالنظر في موضوع انتشار الايدز في الجنوب. وزار بان ضريح رئيس حكومة الجنوب زعيم"الحركة الشعبية لتحرير السودان"الراحل جون قرنق، ووضع اكليلاً من الزهور على قبره. كما زار مستشفيات ومدارس، وألقى محاضرة في جامعة جوبا. وقال بان في مؤتمر صحافي عقب محادثات مع رئيس حكومة الإقليم سلفاكير ميارديت إن الرئيس عمر البشير وافق على الافراج عن سليمان جاموس القيادي في"حركة تحرير السودان - الوحدة"المتمردة في دارفور والمحتجز في مستشفى يتبع للأمم المتحدة في منطقة كادقلي في جنوب غربي البلاد، موضحاً أن المنظمة الدولية ستنقل جاموس إلى نيروبي لاستكمال علاجه هناك. ووصف اللقاء مع الرئيس البشير بأنه كان مباشراً ومثمراً وان الأخير أبلغه التزامه الكامل قرار مجلس الأمن الرقم 1769 الذي نص على نشر قوة مختلطة من الأممالمتحدة والاتحاد الافريقي في دارفور قوامها 26 ألف جندي. وأضاف ان البشير ونائبه الأول سلفاكير وافقا على ترشيح الديبلوماسي الباكستاني أشرف قاضي ليكون مبعوثاً له الى السودان بدل يان برونك الذي طردته الخرطوم في تشرين الأول اكتوبر الماضي. وقال ان قاضي سيتابع تنفيذ اتفاق السلام في جنوب البلاد. وقال بان إنه أجرى محادثات جديدة حول اتفاق السلام الشامل، واكد التزام البشير الكامل ودعمه لتطبيق الاتفاق، وقال انه فوض مبعوثي الاتحاد الافريقي والامم المتحدة الى دارفور سالم أحمد سالم ويان الياسون التحرك من أجل تحديد موعد ومكان المحادثات مع متمردي دارفور، وجدد مطالبته اطراف النزاع في الإقليم بوقف اعمال العنف. واكد انه نقل الى البشير دعوة للمشاركة في مؤتمر خصص لدارفور في نيويورك الشهر الجاري وان البشير وعد بإيفاد وزير خارجيته لام اكول، موضحاً أن الرئيس السوداني أكد التزام حكومته التام وقف النار لكنه أشار الى الصعوبات التي تواجه الخرطوم في القيام بواجبها تجاه حماية المدنيين بسبب أعمال المسلحين العدائية. وذكر انه ناقش مع سلفاكير سير تنفيذ اتفاق السلام في جنوب البلاد الذي أنهى نحو 22 عاماً من الحرب الاهلية. وقال ان هناك ثلاث قضايا لا تزال عالقة تهدد الاتفاق تشمل ترسيم الحدود بين شمال البلاد وجنوبها، وانسحاب الجيش الشمالي من الجنوب، والنزاع على منطقة ابيى الغنية بالنفط، لافتا الى أن سلفاكير تعهد بإلحاق زعيم"حركة تحرير السودان"عبدالواحد محمد نور بعملية السلام في دارفور ومشاركته في المفاوضات المرتقبة في تشرين الأول اكتوبر المقبل. وسينتقل بان اليوم الى الفاشر كبرى مدن دارفور، إذ سيتفقد مقر قيادة القوات المختلطة التي ستنشر في الإقليم ويزور مخيماً للاجئين ويلتقى ممثليهم، ويجري محادثات مع الحكومة المحلية قبل أن يعود إلى الخرطوم لاستكمال زيارته التى تمتد حتى الجمعة. إلى ذلك كلف البشير أمس مساعده نافع علي نافع الاشراف على ملف دارفور خلفاً لمستشاره مجذوب الخليفة الذي توفي في حادث سير نهاية حزيران يونيو الماضي. ووجه البشير بتسهيل مهمات نشر القوات المختلطة في دارفور عبر توفير المياه وتأهيل المطارات لاستيعاب حركة الطيران ووصول الدعم الفني واللوجستي. وقال رويترز مستشار رئاسي أمس ان الرئيس البشير سيقوم في اواسط ايلول بأول زيارة للفاتيكان منذ توليه السلطة عام 1989 وسيلتقي البابا بنديكت ويناقش معه مبادرة سودانية للحوار بين الأديان.