بعد خرق الطائرات الحربية الإسرائيلية المجال الجوي السوري من المشروع التساؤل عن الوقت المتبقي أمام الجمهورية العربية السورية وإسرائيل وهما على حال"لا حرب ولا سلام". فمنذ حرب تشرين الاول أكتوبر في 1973، بقيت خطوط الفصل والهدنةپفي مرتفعات الجولان أهدأ حدود بين البلدان العربية وإسرائيل. ولكن ظهور حركات"الإسلام"السياسي على الساحة السياسية الإقليمية، غيّر وجه الشرق الأوسط السياسي. وإذا استطاع الرئيس بشار الأسد استعادة مرتفعات الجولان، توطدت علاقات دمشق بالغرب سريعاً. فسورية تجني من السلام منافع كثيرة، منها تدفق الاستثمارات الغربية، ووفرة المياه، وتطور، الزراعة السورية، وتعزيز سلطة الرئيس الأسد في مواجهة المعارضة المتطرفة. ومن الصعب حل القضية الفلسطينية والقضية اللبنانية وضمان أمن إسرائيل من دون مفاوضة سورية وإبرام سلام معها. والحق ان اسرائيل ترى ان أهمية هضبة الجولان الاستراتيجية تغيرت، في خلال العقد الأخير. ولا تخشى تل أبيب هجمات وحدات الجيش السوري النظامية، في حال رابطت هذه في هضبة الجولان، قدر ما تخشى ضربات الصواريخ السورية المتوسطة والبعيدة المدى من خارج الجولان. ويعيش في الجولان نحو20 ألف مستوطن يهودي. ولا تجرؤ حكومة الرئيس الاسرائيلي إيهود أولمرت على المبادرة الى سلام مع سورية من دون موافقة المجتمع الاسرائيلي. وتزعم القيادة الإسرائيلية أن تغير السلطة في سورية يطيح أي اتفاق سلام يبرم مع الحكومة السورية. وتستخف هذه القيادة اليوم بسورية. فالأسد يحكم هذا البلد منذ ثمانية أعوام. وهو نجح في ترسيخ مواقعه، وتشكيل فريق موال له في السلطة يدير شؤون الدولة السورية. وترى إسرائيل ان بدء المفاوضات مع سورية هو رهن وقف الدعم السوري ل"حزب الله"و"حماس"، وتخفيض مستوى علاقات دمشق بطهران. ففي عهد رئاسة حافظ الأسد، وكان يومها يرابط في لبنان نحو 40 ألف جندي سوري، كان في وسع دمشق السيطرة على"حزب الله". ولكن، وعلى رغم علاقة بشار الأسد الشخصية المتينة بأمين عام"حزب الله"، حسن نصرالله، فنفوذ سوريةپعلى أنشطة هذا الحزب انحسر، وتراجعت دالتها عليه بعد انسحاب القوات السورية من لبنان. والحق ان العلاقات السورية - الإسرائيلية ليست في منأى من الاوضاع الإقليمية. ومن شأن سلام"فاتر"بين سورية وإسرائيل التأثير في موازين القوى الإقليمية، وفي مصالح اللاعبين الآخرين في العملية السياسية بالشرق الأوسط. فدول المنطقة، وخصوصاً إيران، لا ترحب بانعطاف العلاقات السورية - الاسرائيلية نحو السلام. ولا ريب في ان مسألتي الحرب والسلم بين سورية وإسرائيل ترسمان مستقبل الشرق الأوسط. وعلى السوريين والإسرائيليين المبادرة الى السلام، وعدم انتظار قيام الآخرين بالمهمة نيابة عنهم. عن فلاديمير أحمدوف كبير الباحثين في معهد الاستشراق في أكاديمية العلوم الروسية، "نوفوستي" الروسية، 20/9/2007