كشفت مصادر إسرائيلية النقاب عن قيام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صياغة ما أسمته «خارطة سلام سرية» مع سورية تتضمن الانسحاب من الجولان. وقالت المصادر: إن الرئيس السوري تلقى المبادرة الإسرائيلية عبر وسيط أمريكي زار دمشق أخيرا، كاشفة أن نتنياهو عرض الخارطة على الرئيس الأمريكي باراك أوباما، خلال لقائهما في السادس من يوليو الماضي بواشنطن، دون أن يطلع عليها أي من الدوائر السياسية الإسرائيلية وأعضاء المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية في تل أبيب، باستثناء وزير الدفاع ايهود باراك. وكشف موقع (تيك ديبكا) العبري الاستخباري، أن جورج ميتشل المبعوث الأمريكي للشرق الأوسط عرض على الرئيس السوري بشار الأسد الشهر الماضي خطة نتنياهو للانسحاب من هضبة الجولان، وحاول إقناعه بإمكانية إحياء المفاوضات بين دمشق وتل أبيب شريطة تبني الأسد سياسة الرئيس المصري الراحل أنور السادات، حينما قرر زيارة إسرائيل في نوفمبر عام 1977، ووقع على اتفاقية السلام مع إسرائيل عام 1979، مقابل الانسحاب الإسرائيلي الكامل من شبه جزيرة سيناء. الشرط الإسرائيلي الآخر، الذي طرحه بنيامين نتنياهو، حال تسليمه خرائط الانسحاب من الجولان للرئيس الأمريكي هو "إنه حال استئناف العملية السلمية بين دمشق وتل أبيب، يجب على الرئيس السوري بشار الأسد، وضع حد لتحالفه السياسي والعسكري مع إيران، ووقف تأييده السياسي والعسكري أيضا لحزب الله وحماس والجهاد الإسلامي. ووفقا لخريطة نتنياهو، سينسحب الجيش الإسرائيلي من الجولان حتى الخط المعروف ب(خط التلال)، وينطوي الانسحاب حتى هذا الخط على مغزى إسرائيلي معين، إذ يعتبر من الناحية السياسية انسحابا كاملا من الهضبة، ومن معظم مستوطنات الجولان، أما من الناحية العسكرية فيبقي الانسحاب الإسرائيلي حتى هذه النقطة خيارا تكتيكيا في يد إسرائيل، وهو السيطرة العسكرية على الهضبة مجددا بسرعة فائقة نسبيا، إذا انهارت التسويات السياسية والعسكرية، التي يتم تحديدها بين دمشق وتل أبيب.