أجرى الرئيس الباكستاني برويز مشرف أمس، تغييرات في قيادة أجهزة الاستخبارات للتحضير لخلافته في منصب قائد الجيش، في حال نفذ وعده بالتخلي عن المنصب بعد فوزه بولاية رئاسية ثانية تمتد خمس سنوات، في الانتخابات المقررة في السادس من تشرين الأول أكتوبر المقبل. وعيّن مشرف اللواء نديم تاج، سكرتير الجيش منذ العام 1999 المدير العام لجهاز استخبارات القوات البرية الذي كلف حماية مشرف بعد تعرضه لمحاولتي اغتيال نهاية العام 2003، رئيساً للاستخبارات المركزية اي اس اي الأكثر نفوذاً بين أجهزة الاستخبارات، والذي يطارد مسلحي تنظيم"القاعدة"ويتولى ضمان الأمن الداخلي. ويحل تاج الذي يرتبط بعلاقة قرابة مع زوجة الرئيس الباكستاني، بدلاً من اشفق كياني المرشح القوي لتولي قيادة الجيش إذا تخلى مشرف عنها. ويعتبر الجنرال طارق مجيد القائد السابق للقوات البرية في راولبندي المرشح الثاني الأبرز لقيادة الجيش، خلفاً لمشرف الذي سيحرص على عدم وقوعه ضحية لانقلاب عسكري يطيحه حين يصبح مسؤولاً مدنياً، علماً ان جهاز"أي اس اي"كان خلف إطاحة حكومات مدنية متعاقبة. ويواجه مشرف تهديداً متصاعداً من تنظيم"القاعدة"، قبل أيام من ترشحه رسمياً للرئاسة، في ظل رفض أحزاب المعارضة التي هددت بالانسحاب من البرلمان. وشارك مئات من أنصار المعارضة في تظاهرة أمام مقر المحكمة العليا في إسلام آباد، مطالبين بإزاحة مشرف بعدما قرر خوض الانتخابات من دون التخلي عن منصبه العسكري، معتبرين ذلك مخالفاً للدستور. وضمت التظاهرة ناشطين في الأحزاب الإسلامية وأنصاراً لرئيس الوزراء السابق نواز شريف الذي رُحِّل من باكستان الأسبوع الماضي بعد ساعات على عودته من منفاه، إضافة الى محازبين للاعب الكريكيت السابق الذي تحول الى السياسة عمران خان. وهتف المتظاهرون:"مشرف ارحل"، واتهموه ب"الاستهزاء بباكستان"، فيما نشرت السلطات حوالى 200 من عناصر شرطة مكافحة الشغب للحفاظ على الأمن.