تخوض زعيمة حزب الشعب الباكستاني بينظير بوتو اليوم، اختبارها الأول في معركة "كسر العظم" مع الرئيس برويز مشرف، وذلك في التظاهرة التي دعت اليها في راولبندي بعد صلاة الجمعة، بمشاركة كل قوى المعارضة، للمطالبة برفع حال الطوارئ وتخلي مشرف عن منصي قيادة الجيش. ومارست الأجهزة الأمنية ضغوطاً واسعة على الأحزاب المعارضة لثني أنصارها عن التجمع في راولبندي شمال إسلام آباد حيث مقر الرئيس وقيادة الجيش. وذكّرت الشرطة بمنع التجمع في ظل حال الطوارئ، محذرة من"معلومات دقيقة"عن"انتحاريين دخلوا الى المدينة مزودين قنابل جاهزة للتفجير"خلال تظاهرة المعارضة، كما أكد قائد الشرطة في راولبندي سعيد عزيز. راجع ص 9. ورأت مصادر إعلامية في إسلام آباد ان عدم إقبال المواطنين على المشاركة في التظاهرة سيعتبر هزيمة لبوتو التي وضعت ثقلها وراء تحرك المعارضة، في حين ان المزاج الشعبي محكوم بمخاوف من صدام مع الشرطة، عززتها التحذيرات من هجمات انتحارية. أما الإقبال على التظاهرة فسيعتبر نجاحاً لبوتو يعزز رصيدها في المواجهة. ورفضت رئيسة الوزراء السابقة وقادة المعارضة الآخرين بمن فيهم الاسلاميون، إعلان مشرف خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي، عزمه التخلي عن زيه العسكري وإجراء انتخابات بحلول منتصف شباط فبراير المقبل. وطالب المعارضون بتنحي الرئيس عن قيادة الجيش ورفع حال الطوارئ"فوراً"، وتحديد برنامج زمني واضح للانتخابات الاشتراعية. واعتبرت بوتو أمس، ان تعهد مشرف إجراء الانتخابات قبل منتصف شباط،"ضبابي"، وقالت في مؤتمر صحافي:"نريد موعداً محدداً، وبرنامجاً زمنياً واضحاً للعملية الانتخابية وموعداً محدداً لاستقالة"مشرف من منصبه كقائد للجيش. وأرفقت مطالبها بشرط تشكيل حكومة انتقالية تشرف على الانتخابات. في الوقت ذاته، شكك رئيس الوزراء السابق نواز شريف الذي أبعده مشرف الى الخارج في تحركات بوتو، رافضاً المشاركة في جبهة برئاستها، ما شكل انتكاسة لمحاولات توحيد المعارضة. كذلك هدد زعيم الجماعة الإسلامية قاضي حسين أحمد بإعلان عصيان مدني، في حال لم ترفع الحكومة حال الطوارئ خلال أسبوع. وقالت مصادر مطلعة في إسلام آباد أمس، ان مشرف ما زال يراهن على دوره في"الحرب على الإرهاب"، باعتبار انه يقلل أهمية الضغوط الخارجية عليه.