شهدت محاور مخيم نهر البارد أمس اشتباكات متقطعة بين الجيش اللبناني وعناصر"فتح الاسلام"، تفاوتت بين العنف حيناً والتراجع حيناً آخر، فيما تجدد استهداف المسلحين القرى والبلدات المجاورة للمخيم ما دفع بعض الأهالي الى مغادرتها. وسقطت قبل الظهر 4 قذائف"هاون"مصدرها المخيم القديم على تلة بحنين والجهة الجنوبية لبلدة المحمرة من دون الإفادة عن وقوع إصابات، ورد الجيش بعنف على مصادر النيران. كما دارت اشتباكات عنيفة في محيط حيي سعسع والمغاربة حيث رد الجيش على مصادر النيران. كما تعرض مجرى نهر البارد لقصف مدفعي مركز. واستهدف الجيش المواقع التي يتحصن فيها المسلحون في الشيخ ديب والحاووز وبيت رضا وملجأ مجاور لمسجد الحاووز وملجأ الخليل بين شارع أبو الحجل وجورة الغنايمة وملجأ الحفاوي في حي المغاربة خلف مسجد التقوى وهي مواقع ينطلق منها المسلحون للتسلل في اتجاه مواقع الجيش كل مساء. الى ذلك، قالت مصادر أمنية ل"الحياة"إن"عدد المقاتلين العرب الأحياء الموجودين في نهر البارد يقدر بنحو 30 مقاتلاً"، مشيرة الى أن"بعض هؤلاء المقاتلين العرب يخوض تجربته الأولى في معركة البارد، خصوصاً الذين قدموا بناء على اتصالات أجراها بهم مواطنوهم الذين سبقوهم الى المخيم على أن تتولى"فتح الاسلام"تدريبهم وتهيئتهم للمهمات التي من المفترض ان يتولوها". من ناحية ثانية، حددت السلطات اللبنانية هوية 10 سعوديين بين عناصر مجموعة"فتح الاسلام"الذين قتلوا في المعارك في شمال لبنان. ونقلت"فرانس برس"عن مصدر أمني لبناني كبير قوله:"تعرفنا الى 10 جثث لسعوديين من بين ال27 جثة التي استلمتها الشرطة في شمال لبنان من خارج مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين". ومن أصل 27 جثة، هناك 17 في طرابلس، و10 في ضواحيها. وأضاف المصدر ان"الشرطة لم تسحب أي جثة لمقاتلين من مخيم نهر البارد حيث تتواجد غالبية أعضاء فتح الاسلام". وعن أبو سليم طه، قال:"انه ليس بين الجثث بطبيعة الحال لأنه داخل المخيم، هذا في حال افترضنا انه قضى في المعارك"، مضيفاً:"لا أعتقد بأن أبو سليم طه سعودي، أعتقد بأنه فلسطيني الجنسية". قضائياً، استجوب قاضي التحقيق العسكري الأول رشيد مزهر أمس الموقوف ح. ص. في حادثة القلمون، وأصدر مذكرة وجاهية بتوقيفه. وأوضحت مصادر قضائية أن التحقيق مع ح. ص. أظهر أنه لا ينتمي الى"فتح الاسلام"ولكنه متشدد دينياً، وتبين أنه كان يؤمن مواد غذائية وأعتدة وملابس عسكرية للمجموعة التي تحصنت في مغارة في القلمون، وانه شاهد بعض أفراد المجموعة يرتدون ملابس عسكرية تشبه ملابس قوى الأمن الداخلي. وكذلك استجوب القاضي مزهر موقوفاً سورياً من خلية بر الياس وأفادت مصادر قضائية بأنه اعترف بأنه ينتمي الى تنظيم"القاعدة". مواقف على الصعيد السياسي استعادت"رابطة علماء فلسطين"حركتها وزار وفد منها شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن ومقر حركة"التوحيد الإسلامي"في طرابلس. ولفت رئيس الوفد الشيخ داود المصطفى، الى إن"كل الذين زرناهم شددوا على ضرورة الحل، ونرجو ان يتوافق مع هذا الموقف رئيس الحكومة فؤاد السنيورة وكذلك قيادة الجيش حتى نطرح جميعاً انتهاء هذه الازمة التي أرقت الجميع". وشدد تحالف القوى الفلسطينية في لبنان، على"ضرورة حل أزمة مخيم نهر البارد سياسياً وان يكون هذا الحل مشتركاً لبنانياً - فلسطينياً بما يحفظ سيادة لبنان وأمنه واستقراره، وينهي ظاهرة فتح الاسلام بشكل نهائي". وأكد التمسك بتفعيل دور لجنة المتابعة الفلسطينية المشتركة. واعتبر"ان تشكيل قوة أمنية فلسطينية مشتركة ينبغي ان يكون جزءاً من حل شامل ينهي أزمة نهر البارد". وجال وفد من"الجبهة الديموقراطية لتحرير فلسطين"برئاسة علي فيصل على الرئيس السابق للحكومة سليم الحص، ورئيس كتلة"الوفاء للمقاومة"النائب محمد رعد، وبحث معهما في أحداث نهر البارد. وطالب فيصل بالسماح بعودة أبناء المخيم اليه ومعالجة الأزمة بمستوى متقدم من العلاقات الأخوية".