طغت الازمة الامنية في البلاد، وخصوصا احداث كربلاء الاخيرة، على خطب الجمعة في المساجد العراقية امس. وانتقد الشيخ علي الحسين خطيب وامام جامع سعاد النقيب حملة الاعتقالات الواسعة ضد الاهالي في الغزالية، فيما حذر الشيخ صلاح العبيدي خطيب وامام جامع الكوفة من الانجرار الى الفتنة الداخلية معتبرا ان احداث كربلاء نتيجة"فقدان ثقة الشعب بالحكومة"، فيما قال ممثل المرجع السيستاني في كربلاء ان لديه وثائق تثبت التخطيط المسبق للاحداث. وندد الشيخ صلاح العبيدي ممثل رجل الدين مقتدى الصدر وامام جمعة مسجد الكوفة ما وصفها ب"فتنة كربلاء"مؤكدا ان"جهات مختلفة شاركت فيها بينها عناصر الحماية والاهالي والمدسوسون وبعض عناصر جيش المهدي. والجميع يتحمل المسؤولية بدرجات متفاوتة". وقال:"عموم الناس الذين شاركوا في احداث الشغب، ولا اشمل المدسوسين ومن تعمد الاساءة، أخطأوا عندما شاركوا في الفتنة وانتهك بعضهم قدسية وحرمة مراقد آل البيت ... ما كان لأحد الحق ان يرد بالاساءة حتى لو تجاوز المسؤولون الامنيون عليكم". واضاف"ما حصل من بعض عناصر جيش المهدي من تجاوز هو فشل ذريع في الجهاد الاكبر، واذكر الاخوة في جيش المهدي بالصبر والطاعة". وتابع العبيدي"انصح الجهات المسؤولة عن التحقيق ان لا ياخذوا البريء بتهمة المسيء وان لا يأخذوا العناوين مصدرا للتهم، كما نقل الينا انه حصل في كربلاء، وعدم توجيه الاتهامات الى عناوين الجهات كجيش المهدي، ولا تكون كما كان يفعل النظام السابق عندما يلقي اللوم على ضعاف الناس". ولفت الى ان احداث كربلاء كانت نتيجة"فقدان ثقة الشعب بالحكومة". وقال"لو كانت الخدمات متوفرة لما حصلت الفتنة في كربلاء ولو كانت الحكومة المركزية والحكومات المحلية تتقصى مجموعات اللصوص والبحث عن المسيء ومعاقبته لما حدث ما حدث ... الناس فقدت الثقة بالحكومة". واضاف:"على المسؤولين ان يفتشوا بالقرب من مكاتبهم عن السبب وراء احداث كربلاء والجميع يتحمل مسؤولية ما حدث". وحذر العبيدي الجهات الامنية والسياسية من تحويل مجرى التحقيق في احداث كربلاء الى"تصفية حسابات سياسية وثارات شخصية كما يصل الينا ان بعض الجهات التنفيذية بدأت تكذب وتتهم الفقراء والابرياء وتعتقلهم". وعن تجميد جيش المهدي قال"اننا نطوق الازمة قبل ان تتسع ... الجميع يعلم ان هناك متجاوزين ولصوصا بين اعضاء الجهات السياسية وما استطاع احد ان يشير اليهم بالاتهام". واضاف:"قرار مقتدى الصدر بتجميد جيش المهدي نبع عن قوة وليس عن ضعف. واراد ان يطوق الفتنة فلا تستغلوها فرصة في الايقاع بالابرياء". وفي كربلاء قال الشيخ مهدي الكربلائي وكيل المرجع الديني آية الله علي السيستاني في خطبة الجمعة ان عمليات الاعتداء على الروضتين في كربلاء والاعتداء على الزوار كان مخطط له، ولوح بمجموعة من الوثائق قائلاً:"لدي وثائق تدين مجموعات اجرامية خططت لانتهاك العتبات المقدسة والاعتداء على الزوار في كربلاء المقدسة وتخريب الزيارة الشعبانية التي شهدت قدوم اكثر من اربعة ملايين زائر". ودعا الكربلائي وزارتي الداخلية والدفاع الى العمل على عدم تكرار مثل هذه الانتهاكات وطالب بمحاسبة المقصرين من قوات الامن. الى ذلك ركز الشيخ صدر الدين القبانجي في خطبة الجمعة في النجف على احداث كربلاء وقانون المساءلة والعدالة البديل لاجتثاث البعث. وقال:"ما حدث في كربلاء لا يقل عما حصل في سامراء. فهناك عصابات تكفيرية نفذت فتاوى التكفيريين، ولكن ماذا نقول عما جرى في كربلاء امام العالم وما هي الاهداف؟". واضاف:"منذ الاول من ايار بدأنا نشهد تصعيدا للعنف من قتل معتمدي المرجعية والمحافظين، والاغتيالات تطورت الى انتهاك الحرمات واستخدام السلاح بشكل علني وهتك حرمة كربلاء". وأضاف:"لا يمكن ان يقول احد ان ما جرى من دون هدف، هذا عمل تقف خلفه مجموعات خططت له وكانت هناك اخبار ان هذا سيحدث والتوقيت جاء عشية تقريرالسفير الأميركي رايان كروكر وفي سياق مطالبة ممثل الجامعة العربية بتدويل القضية العراقية وتصريحات السفير الفرنسي عن فشل الحكومة العراقية". واكد ان"الهدف هو اعطاء صورة للعالم تقول ان العراق غير مستقر وان التجربة فاشلة وان الازمة السياسية ليست في الاوساط السنية وانما في الاوساط الشيعية ايضا". وطالب امام جمعة النجف بالتعاون ل"نزع السلاح من كل الميليشيات". وزاد:"نقول لابنائنا في التيار الصدري وجيش المهدي تعالوا نبني دولة بأيد متصافحة وليس بأيد تحمل السلاح. اعلنوا البراءة من كل من يحمل السلاح حتى نعرف الحقيقة". وانتقد القانون البديل لقانون اجتثاث البعث. وقال:"هذا القانون المساءلة والعدالة سابق لأوانه في هذه المرحلة، فهو يعتبر مكافاة للبعثيين مع استمرارهم بالتخريب والارهاب وعدم وجود ملاحقة حقيقية لهم". ودعا"اعضاء مجلس النواب ان يكونوا اكثر شجاعة وجرأة وان يرفضوا هذا القانون ولا يصوتوا لصالحه". الى ذلك انتقد الشيخ علي الحسين، خطيب وامام جامع سعاد النقيب في الغزالية، حملة الاعتقالات الواسعة التي تقوم بها القوات الاميركية والجيش العراقي في منطقة الغزالية مشيراً الى ان القوات الاميركية اعتقلت اثنين من ابناء نائب رئيس المجلس المحلي من دون توجيه تهمة محددة لهما فضلاً عن اعتقال الجيش العراقي مجموعة من شباب المنطقة. لافتاً الى ان هذه الاعتقالات ولدت نوعاً من عدم الاستقرار في المنطقة وطالب الاهالي بالهدوء لحين استبيان اسباب الاعتقال. وشدد على ضرورة التكاتف والوحدة وتحويل شهر رمضان الى رمز الوحدة الوطنية بين العراقيين، واشاد بدور فوج حماية الغزالية بتوفير الامن للمنطقة، ولفت الى ان القوات الاميركية سمحت بتوزيع عناصر الفوج على نقاط التفتيش التابعة للجيش ما ساهم في القضاء على ظاهرة تسلل الغرباء والميليشيات والعصابات المسلحة اليها. من جانبه، دعا الشيخ سليم المنذري خطيب وامام المدرسة الخالصية، العراقيين الى المزيد من الوعي وعدم الانجرار وراء الفتن، وحمل حكومة المالكي والقوات الامنية في المدينة مسؤولية حادثة كربلاء منتقداً عملية الاستفزاز التي قام بها حراس المراقد المقدسة ضد الزوار .