ركز خطباء الجوامع والمساجد والحسينيات في العراق امس على الوضع الامني. وانتقدوا عجز الحكومة عن الايفاء بالتزاماتها وتوفير الخدمات للمواطنين. وحذر الشيخ مهدي الكربلائي امام وخطيب الصحن الحسيني ممثل المرجع الشيعي آية الله علي السيستاني في كربلاء من وقوع"كارثة انسانية في محافظة ديالى"، وقال إن"العديد من المواطنين اتصلوا به قبل ايام مطالبين بنقل معاناتهم التي وصلت حد قطع المياه عن مدنهم وقراهم وتهديد حياة الآلاف منهم بالموت والتهجير وقرب حصول كارثة انسانية في هذه المناطق". وطالب الحكومة"برفع محنة أهالي هذه المحافظة"، وخاطب"السيد رئيس الوزراء والسادة المسؤولين الأمنيين"، مستغرباً"تخوف بعضهم من شن حملة عسكرية ضد الارهاب في ديالى لانقاذ مواطنيها، معللين خوفهم هذا بانتمائهم الى طائفة من ابنائها وامكان اتهامهم بأن حملتهم العسكرية انما تأتي من دوافع طائفية". وطرح إزاء هذه المشكلة حلاً فاقترح"تشكيل قيادة عمليات مشتركة تضم قادة ذوي ولاء للوطن وليس لأحزابهم وطوائفهم على ان يكونوا من كل قوميات وطوائف هذه المحافظة من العرب والكرد والتركمان، شيعة وسنة، لتقوم بهذه المهمة الوطنية لرفع هذه الحساسية". وطالب الكربلائي مجلس النواب ب"الضغط على الحكومة لإيجاد حل للوضع الامني المتردي في هذه المحافظة"، وناشد"عشائر الشيعة والسنة من الكرد والعرب والتركمان رص الصفوف جميعا في هذه المحافظة ليكونوا يداً بيد في الدفاع عنها ضد الارهابيين الذين يريدون الشر بهم جميعا". وحض الحكومة على"وضع حد لنقص الخدمات التي يعاني منها المواطنون". من جانبه اكد الشيخ علي الحسين خطيب وامام جامع سعاد النقيب في الغزالية ضرورة"وقف الهجمات المتكررة للميليشيات الطائفية في المنطقة". وقال ان"الجيش هناك يسمح للميليشيات بضرب الاهالي ولا يقوم بحمايتهم"، كما طالب وزارة الدفاع"بتنفيذ وعودها في انشاء فوج حماية الغزالية الذي يفترض ان يضم مجموعة من الاهالي والذي حظي بموافقة الجانب الاميركي في وقت سابق"، لافتاً الى ان تشكيل هذا الفوج"سيوفر نوعاً من الحماية الذاتية". وقال الشيخ حارث العبيدي، في خطبة الجمعة في جامع الشواف في بغداد ان"الحكومة فشلت في تحقيق اي من وعودها وعليها مراجعة حساباتها، قبل ان تدفع البلاد الى المزيد من التدهور الامني والسياسي"، في اشارة الى انسحاب جبهة"التوافق". ودعا العبيدي الى"استبعاد المصالح الطائفية من حسابات الحكومة وقادة القوى الأمنية والتوجه الى بناء عراق يتعايش فيه الجميع بروح الاخوة والتسامح". من جهته رحب صدر الدين القبانجي امام وخطيب الجمعة في النجف باللقاء الاميركي - الايراني، وقال:"نحن مع هذه المفاوضات ونرحب باللقاء الاميركي - الايراني ونؤكد ان أي مبادرة تؤدي الى استقرار العراق ومنحه سيادته الكاملة تصب في مصلحة الدول المجاورة". وزاد:"نطالب دول العالم مساعدة العراق للخروج من محنته، فمن حقنا على ايران واميركا وسورية وجامعة الدول العربية، خصوصاً دول جوار العراق مساعدتنا على انهاء الارهاب في البلد". ورحب القبانجي بموقف الحكومة السورية بالغاء اجتماع لبعثيين كان سيعقد هذا الاسبوع في دمشق، وقال:"نثمن موقف سورية بالغاء اجتماع البعثيين فيها". الى ذلك، ندد الشيخ صلاح العبيدي خطيب وامام الجمعة في مسجد الكوفة والناطق باسم رجل الدين مقتدى الصدر باعتقال عدد من التيار الصدري فجر امس في كربلاء"وسقوط عدد من الضحايا جراء اقتحام قوات مشتركة اميركية - عراقية لعدد من احياء غرب المدينة". وانتقد الشيخ علي العبودي خطيب وامام المدرسة الخالصية صمت الحكومة عن الحصار الذي تفرضه القوات الاميركية على مدينة الحسينية شمال شرقي بغداد. وقال ان هذا الحصار"امتداد لحصار منطقة الصينية ومناطق اخرى من بغداد غالباً ما يقع الاهالي فيها ضحية". وشجب"الاعتداءات الارهابية التي طالت المواطنين اثناء احتفالهم بفوز المنتخب العراقي". واكد ان هذا"المنتخب استطاع توحيد الشعب العراقي بكل أطيافه وأديانه وعرقياته على العكس من السياسيين الذين عملوا على تفرقته طائفياً وعرقياً".