واصل الطرفان الصربي والألباني التشدد في مواقفهما تجاه مستقبل اقليم كوسوفو مع بدء محادثاتهما الجديدة في العاصمة النمسوية فيينا أمس، فيما أظهر استطلاع مستقل للرأي العام أن غالبية سكان صربيا ترفض انضمام بلادها الى عضوية حلف شمال الأطلسي. والتقت اللجنة الدولية الثلاثية التي تضم: الأميركي فرانك ويزنر والروسي الكسندر بوتسان خارتشينكو والاتحاد الأوروبي وولفغانغ ايشينغر، الوفد الألباني قبل ظهر أمس، في محادثات معه استغرقت ساعتين، ثم التقت الوفد الصربي بعد الظهر في محادثات مماثلة. وأفاد رئيس حكومة كوسوفو أغيم تشيكو الصحافيين، بأن الوفد الألباني أبلغ أعضاء اللجنة الدولية، بأن"ليس لدى الألبان أي جديد حول مستقبل كوسوفو يمكن التحادث في شأنه، لأنهم ملتزمون خطة الوسيط الدولي السابق مارتي اهتيساري التي دعمها المجتمع الدولي باستثناء صربيا وروسيا، وأن المحادثات ينبغي أن تقتصر على قضايا مصير المفقودين وعودة النازحين وحرية التنقل والديون الخارجية والخدمات". ووصف تقسيم كوسوفو بأنه"ليس حلاً واقعياً، لأنه يفتقر الى الأسس التي يمكن أن يستند اليها". وقال تشيكو إن"كوسوفو حالياً دولة مستقلة، ونأمل في أن تمهد هذه المحادثات السبيل لاعلان الاستقلال الرسمي، وفي حال أخفقت في ذلك سنعلن الاستقلال ونطلب من المجتمع الدولي الاعتراف به". أما وزير الخارجية الصربي فوك ييريميتش الذي شارك في المحادثات أمس، فأبلغ الصحافيين في فيينا، أن"استقلال كوسوفو غير مقبول اطلاقاً، وينبغي البحث عن حل آخر وسطاً لكلا الطرفين يقوم على حكم ذاتي واسع ومتقدم للاقليم ضمن اطار جمهورية صربيا". ولم يلتق الوفدان الصربي والألباني وجهاً لوجه خلال محادثات أمس، لكن تلفزيون بلغراد نقل عن مصدر في اللجنة الثلاثية الدولية، أن المحادثات المباشرة بين الوفدين ستبدأ نهاية أيلول سبتمبر المقبل. ومن جهة أخرى، أظهر استطلاع للرأي في جمهورية صربيا نشرت نتائجه صحيفة"غلاس يافنوستي"المستقلة الصادرة في بلغراد أمس، أن"62 في المئة من سكان صربيا يرفضون انضمام بلادهم الى عضوية حلف شمال الأطلسي". واعتبر المعارضون، أن"الحلف الأطلسي، منظمة عسكرية معادية للصرب في كوسوفو والبوسنة، تقودها الولاياتالمتحدة، ولا يمكن اقامة أي تعاون مفيد للمصلحة الصربية معها".