تبدأ الجولة المباشرة الجديدة لمحادثات الصرب والألبان في شأن مستقبل اقليم كوسوفو اليوم، في بروكسل وسط توقعات بعدم حصول تغيير في المواقف المتناقضة للطرفين، فيما أشاد كل من الاتحاد الأوروبي والمدعية العامة لمحكمة لاهاي كارلا ديل بونتي بمساعي بلغراد لانهاء مشكلة استمرار فرار المطلوبين بجرائم حرب. وأعلنت بلغراد، أن وفدها الى المحادثات المباشرة سيضم وزيري شؤون كوسوفو سلوبودان سامارجيتش والخارجية فوك يريميتش وخبراء وممثلين لصرب الاقليم، في حين أفاد الألبان أن وفدهم سيكون بقيادة الرئيس فاتيمير سيديو ويضم رئيس الحكومة أغيم تشيكو وزعماء الأحزاب المعارضة. ودان الرئيس الصربي بوريس تاديتش تهديد الألبان باعلان الاستقلال من جانب واحد، وقال في حديث نقله تلفزيون بلغراد أمس"إن الحل الذي يناسب رغبات طرف واحد في شأن مستقبل اقليم كوسوفو، يمكن أن تنتج منه اخطار جسيمة ويزعزع استقرار البلقان ومناطق أخرى في العالم". الى ذلك، أفاد الوزير يريميتش أن الوفد الصربي"سيقدم عرضه الخاص بالحكم الذاتي الواسع الذي يوفر لحكومة الاقليم التحكم بأموره الداخلية وقسماً من علاقاته الخارجية". ووصف مطلب الألبان بالاستقلال، بأنه"خط أحمر لا يمكن قبوله أبداً بالنسبة الى جمهورية صربيا، لأنه يؤدي الى فصل جزء من أراضيها بمعزل عن رغبتها، وأن خطة الوسيط الدولي السابق مارتي اهتيساري مرفوضة بالمطلق من جانب الوفد الصربي". وفي المجال ذاته دعت ألبانيا الأوروبيين الى"الاستعداد لفشل المفاوضات في شأن مستقبل كوسوفو"، ونقل تلفزيون العاصمة تيرانا عن وزير الخارجية لولزيم باشا امس، أن"بلاده تدعم كلياً المساعي الرامية الى حل تفاوضي لمستقبل الاقليم، لكن يبدو أن التوصل اليه بات صعباً". وقال:"نعتقد أنه اذا اخفق الطرفان الألباني والصربي في التوصل الى اتفاق، فإن من غير الممكن أن ينتظر المجتمع الدولي مزيداً من الوقت لاعلان استقلال كوسوفو، لأن مسؤولية فشل المحادثات تتحملها صربيا وحليفتها روسيا". واعتبر باشا، أنه يتطلب من الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي"التمسك بتطبيق خطة اهتيساري التي تمنح كوسوفو الاستقلال تحت اشراف دولي، كما انها توفر لصرب كوسوفو افضل ضمانات الحماية والحقوق غير المتوافرة أبداً لأي أقلية أخرى في أوروبا، وأن تطبيقها سيجعل صربيا تعمل بكل طاقتها من أجل تطلعاتها الاوروبية، طاوية صفحة ماضيها". وأشار الى أن الموقف الألباني"يعتبر أن الاعتراف الأحادي الجانب باستقلال كوسوفو، ليس الخيار الافضل، ولكن اذا كان السبيل الوحيد فلا بدّ من ذلك، لأنه يؤدي الى استمرار الاستقرار في المنطقة". وتشكل المحادثات المباشرة اليوم، الثانية من نوعها بعد اللقاءات التي أجريت بين زعماء الصرب والالبان في نيويورك نهاية أيلول سبتمبر الماضي، حيث تمسك الطرف الألباني بالاستقلال الذي رفضه الوفد الصربي بقيادة الرئيس تاديتش ورئيس حكومته فويسلاف كوشتونيتسا بصورة مطلقة. وترفض اسبانيا واليونان وقبرص ورومانيا والمجر ودول أخرى من الاتحاد الأوروبي الاعتراف باستقلال كوسوفو من دون قرار صادر عن مجلس الأمن، خشية أن يؤدي الى اثارة النزعات الانفصالية في مناطق أوروبية أخرى. من جهة أخرى، حظيت خطوة بلغراد بمنح مليون يورو لمن يوفر معلومات للجهات الأمنية تساعد في القبض على رئيس صرب البوسنة السابقة رادوفان كاراجيتش وقائده العسكري راتكو ملاديتش ومطلوبين آخرين بجرائم حرب، باشادة دولية واسعة. واعتبرتها المدعية العامة لمحكمة لاهاي كارلا ديل بونتي،"دليلاً على وجود رغبة سياسية لدى الحكومة الصربية لانهاء مشكلة هؤلاء المتهمين الهاربين من وجه العدالة الدولية". ووصفها مفوض شؤون توسيع الاتحاد الأوروبي أولي رين،"بالمؤشر الجيد نحو انهاء هذه القضية، وتعاون بلغراد الكامل مع المحكمة الدولية".