أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأميركية ان البليونير الأميركي وارن بافت قد يشتري جزءاً من المصرف الأميركي للقروض العقارية "كاونتري وايد" الذي يعاني مصاعب مالية بسبب أزمة قطاع الرهن العقاري في الولاياتالمتحدة. ونشأت الأزمة بعدما عجز حاملون لقروض سكنية من أصحاب الأوضاع المالية غير السليمة عن تسديد أقساطهم، ما انعكس سلباً على"كاونتري وايد"وغيره من المستثمرين ممن اشتروا الديون في شكل سندات. وباشر المصرف صرف الموظفين في فرعه"فول سبكتروم لندنغ"الذي يدير عدداً كبيراً من القروض العقارية العالية المخاطر ويوظف 6800 تاجر، وقد ألغى 500 وظيفة حتى الآن. وما إن انتشر الخبر حتى اتخذ المصرف موقعاً دفاعياً، فقد اضطر إلى ان ينشر الاثنين الماضي في"نيويورك تايمز"وعدد من الصحف المحلية إعلاناً من صفحة كاملة يشير فيه إلى أنه يخضع للنظم والقوانين الأميركية، ويؤكد ان مشكلات السوق العقارية لا تؤثر في حماية الودائع المضمونة من الحكومة الاتحادية في القطاع المصرفي المتين التابع له. وبداية الشهر الحالي، استثمر"بركشاير هاثاواي"، المملوك لبافيت، في"بنك أوف أميركا"، أحد أكبر ستة مصارف للقروض العقارية في الولاياتالمتحدة، ليبرهن ان الأزمة الحالية لم ترهب البليونير. وهو مستثمر منذ أمد بعيد في المنافس الأقرب لپ"كاونتري وايد""ولز فارغو"، الذي صمد في الأزمة الراهنة. وأعلنت"كابيتال وان فاينانشال كورب"أنها ستلغي 1900 وظيفة وستقفل قطاع القروض العقارية بالجملة التابع لها، المعروف باسم"غرين بوينت مورتغاج". وسيشمل الإقفال 31 فرعاً في 19 ولاية أميركية مع"وقف فوري"لإصدار القروض العقارية الجديدة، لكن المؤسسة المالية أكدت أنها ستحترم تعهداتها السابقة لزبائنه. وأشار مديرها التنفيذي ريتشارد دي فيربانك إلى ان إغلاق القطاع سيكلف الشركة 860 مليون دولار، أو 2.15 دولار للسهم الواحد، أي ان الثمن سينعكس تراجعاً في العائد على الأسهم. وخفضت الشركة هذا العائد المتوقع في وقت سابق هذا العام بواقع 14 في المئة إلى خمسة دولارات للسهم، لكن محللين يتوقعون ان تتمكن الشركة من توزيع سبعة دولارات على الأقل للسهم الواحد. وقال أحد المحللين ان القطاعات الأخرى في"كابيتال وان"تتمتع بسيولة قوية، لذلك لا يتوقع ان تعاني بكاملها أزمة مالية خانقة، فهي ستستمر في الإقراض بالتجزئة وإن توقفت عن الإقراض بالجملة.