باشرت السلطات الأفغانية مفاوضات مع زعماء قبائل قريبين الى حركة"طالبان"، في محاولة لتأمين الإفراج عن 23 كورياً جنوبياً تحتجزهم الحركة منذ مساء الخميس الماضي، مطالبة بإطلاق عدد مماثل من مقاتليها المحتجزين في السجون الأفغانية. وجاءت المفاوضات في وقت هددت الحركة بقتل الكوريين، إذا حاولت القوات الدولية أو الأفغانية تحريرهم بالقوة. تزامن ذلك مع العثور على جثة ألماني خطف مع أحد مواطنيه في ولاية وردك غرب كابول، الأربعاء الماضي. وأكدت مصادر أمنية أفغانية ان الجثة وجدت"مصابة بطلقة في الرأس"، ما يعزز مخاوف من ان تكون"طالبان"نفذت تهديدها بقتل الألمانيَّين وأربعة أفغان كانوا برفقتهما، في حين أُطلِق أفغاني خامس كان في عداد المجموعة. راجع ص 8 وقوبل إعلان"طالبان"خطفها الألمانيَّين وتصفيتهما، بتشكيك في برلين التي اعتبرت أوساطها ان عملية الخطف نفذها مسلحو قبيلة موالية للحركة، في حين لم تصدر الحكومة الألمانية تفسيراً لإعلان حاكم ولاية وردك محمد مظلوم العثور على جثة الألماني، علماً ان الحاكم امتنع عن تحديد سبب الوفاة. في غضون ذلك، توجه فريق أمني أفغاني الى إقليم قره باخ جنوب العاصمة الأفغانية للتفاوض مع قادة قبليين، في شأن سبل الإفراج عن الرهائن الكوريين، في حين وصل وفد كوري جنوبي إلى كابول لدرس سبل تحرير الكوريين ال23 الذين يعملون لدى إرسالية إنجيلية مسيحية. وتحرك الفريق الأفغاني بعد محادثات أجراها مع وفد كوري جنوبي وصل إلى كابول لمعالجة القضية، فيما اجتمعت"خلية أزمة"رسمية في سيول لمناقشة خيارات التعامل مع ملف المخطوفين، بما في ذلك تحديد موعد لسحب كتيبة كورية مشاركة في قوات التحالف من أفغانستان، مع الحرص على عدم ربطه بعملية الخطف. وأعلنت السلطات الأفغانية التي طوقت قواتها إقليم قره باخ حيث يُحتجز الرهائن الكوريون انها لن تباشر أي عملية عسكرية بانتظار نتائج المفاوضات مع القادة القبليين القريبين من"طالبان". وطالبت"طالبان"بالإفراج عن 23 من عناصرها المعتقلين في السجون الحكومية، في مقابل إطلاق الكوريين. وهدد ناطق باسم الحركة بأنها ستقتل الرهائن، في حال حاولت القوات الأفغانية والدولية إطلاق سراحهم بالقوة. وأكد الناطق يوسف احمدي ان مفاوضات تجرى عبر قادة قبليين لتأمين مبادلة الرهائن بالسجناء. وكان الكوريون يستقلون باصاً من قندهار جنوب عائدين الى كابول، عندما خطفوا ليل الخميس - الجمعة الماضي. من جهة أخرى، قتل الجيش الباكستاني 13 متشدداً موالين ل"طالبان"في إقليم شمال وزيرستان القبلي المحاذي للحدود مع أفغانستان، فيما قطع متشددون رأس زعيم قبلي اخذوا عليه موالاته للحكومة. وقُتل الموالون للحركة لدى محاولتهم مهاجمة مراكز يسيطر عليها الجيش، في شمال وزيرستان.