أعدمت حركة "طالبان" الأفغانية أمس، أحد الرهائن الكوريين الجنوبيين ال23 الذين خطفتهم في ولاية غزني الأسبوع الماضي، وهو ما أكده رئيس وفد الحكومة في الولاية وحيدالله مجددي. وبرر الناطق باسم الحركة قاري محمد يوسف تنفيذ الإعدام باعتماد الحكومة الأفغانية أسلوب مفاوضات "غير نزيه"، محذراً من قتل مزيد من الرهائن، ومعظمهم من الممرضات والأساتذة، في حال لم تستجب كابول لمطلب الإفراج عن معتقلين من ناشطيها، مطالباً الكوريين بالضغط على كابول لأن الخطر يهدد مصير المخطوفين، خصوصاً أن صبرنا بدأ ينفد". وحدد يوسف"مهلة أخيرة"انتهت مساء أمس لإعدام بقية الرهائن الكوريين الجنوبيين. وفيما نقلت وكالة أنباء"يونهاب"الكورية الجنوبية عن مسؤول حكومي في سيول لم تكشف هويته أن"طالبان"أفرجت عن ثمانية من الرهائن ال23 الكوريين الجنوبيين، مشيرة إلى أنهم سينقلون إلى مكان آمن للخضوع لفحوص طبية قبل نقلهم إلى كوريا الجنوبية، امتنع الناطق باسم الرئاسة الكورية الجنوبية شيونغ وا داي عن تأكيد النبأ. وأعلن داي أن من المبكر توقع نتيجة المفاوضات، واشتكى من تسريب الخاطفين إشاعات حول مطالب محددة سيتقدمون بها. وقال:"المفاوضات مستمرة، ووصلت إلى مرحلة حساسة". في المقابل، صرح وزير الخارجية سونغ مين سون بأن الخلافات داخل"طالبان"تعرقل التوصل إلى اتفاق في شأن إطلاق سراح الرهائن، رافضاً تأكيد وجود قناة تفاوض مباشرة مع الخاطفين. وقال سون:"لا تتحدث طالبان بصوت موحد، ما يسبب إرباكاً كبيراً"، مشدداً على أن سيول تبذل قصارى جهدها للحفاظ على الاتصال مع"طالبان"عبر قنوات"يمكن الاعتماد عليها"، مشيراً إلى احتمال إرسال مواد طبية إلى المخطوفين. في المقابل، أفرجت"طالبان"عن الصحافي الألماني كريستوف رويتر الذي يعمل لحساب مجلة"شتيرن"ومترجمه الأفغاني بعدما خطفتهما لساعات في ولاية كونار شرق المحاذية للحدود مع باكستان. وأوضح حاكم ولاية كونار شاليزاي ديدار أن الإفراج حصل"بوساطة من زعماء القبائل، بعدما خطفا ليل الثلثاء - الأربعاء من منزل زعيم قبلي في منطقة واتابور بكونار التي توجه إليها لإجراء تحقيق حول عمليات قصف شنها حلف شمال الأطلسي وأسفرت عن مقتل 23 مدنياً منذ أسبوعين. وأكد حاكم الولاية شاليزي ديدار أن أي فدية لم تدفع لإطلاق سراح الرهينتين، وقال:"نشكر السكان لأنهم وفوا بالوعد الذي قطعوه لسلطات كونار بعدم السماح بدخول أي أعداء". على صعيد آخر، قتل جندي فرنسي في هجوم شن عبر إطلاق صواريخ على ثكنة للجيش الأفغاني في ولاية ورداك جنوب غربي، حيث تولى تدريب وحدة عسكرية. وتنشر فرنسا حوالى 1100 جندي في أفغانستان غالبيتهم في منطقة كابول ضمن القوات الدولية للمساعدة في إرساء الأمن إيساف التابعة للحلف الأطلسي ناتو. تزامن ذلك مع سعي وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند إلى حشد الجهود الأفغانية لمحاربة الفساد وتجارة المخدرات التي تقوض تحرك الحكومة ضد متمردي"طالبان". وقال ميليباند:"تجسد أفغانستان بعضاً من أكبر التحديات للسياسة الخارجية، واصفاً المشاكل بأنها"متشعبة". وأضاف:"يتضمن جدول أعمالنا الترويج للتنمية الاقتصادية وتقليص المساحة التي يمكن أن تتطور فيها الجماعات الإرهابية، ومعالجة مشكلة المخدرات والترويج للحكومة الجيدة والمؤسسات الديموقراطية". ويريد ميليباند حض الرئيس الأفغاني حميد كرزاي على تكثيف الجهود لاجتثاث الفساد وبناء قدرات حكومته. ويقول مسؤولون بريطانيون إن تزايد عدم الاستقرار في أفغانستان يمكن أن يحول البلاد إلى مرتع لمتشددي تنظيم"القاعدة"وأن يؤثر على باكستان وربما إيران.