سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مقتل 50 متمرداً في هلمند ... وإيطاليا تدعو أميركا إلى إنهاء عملية "الحرية الدائمة" أفغانستان : مصير الرهائن الكوريين مجهول و "طالبان" تخطط لاستخدام أطفال في تنفيذ الإعدامات
استمرت المفاوضات بين الحكومة الأفغانية وحركة "طالبان" أمس، وسط توتر شديد في شأن مصير الكوريين الجنوبيين الذين خطفوا في ولاية غزني الأسبوع الماضي وقتل أحدهم أول من أمس. وانقضت مهلة"الإنذار الأخير"التي حددتها"طالبان"ليل الأربعاء - الخميس، من دون ان يقتل اي كوري جنوبي آخر بعد القس باي هينغ كيي 42 سنة الذي ترأس مجموعة المتطوعين الشبان الذين ينتمون الى كنيسة انجيلية، وعثر على جثته وآثار الرصاص عليها قرب منطقة قره باخ في غزني. واعتبر القس الكوري الجنوبي الرهينة الأجنبي أقاول الذي يقتل في أفغانستان منذ اعدام هندي في نيسان ابريل 2006، علماً ان"طالبان"هددت بقتل بقية الرهائن في حال لم تستجب كابول لمطلبهم الخاص بمبادلة دفعة أولى من ثمانية كوريين جنوبيين بعدد مماثل من معتقليها. ووصفت سيول إعدام القس بأنه"غير إنساني"، وقررت"نظراً الى خطورة الوضع"إرسال موفد خاص الى أفغانستان لإجراء مشاورات أوسع مع الحكومة. بدوره، أعلن الناطق باسم"طالبان"قاري محمد يوسف ان الرهائن الكوريين ال22"سالمون وأحياء"، مشيراً الى أن الحكومة الأفغانية"أعطتنا الأمل في التوصل الى تسوية سلمية للمسألة". داد الله في غضون ذلك، اكد القائد في"طالبان"منصور داد الله الذي كان افرج عنه في مقابل إطلاق الصحافي الإيطالي دانييلي ماستروجاكومو الذي احتجز لأسبوعين خلال آذار مارس الماضي، ان المتمردين تلقوا أوامر بخطف اكبر عدد من الأجانب في أفغانستان. وقال داد الله الذي خلف شقيقه الملا داد الله بعد مقتله في 11 ايار مايو، للقناة الرابعة في التلفزيون البريطاني ان"طالبان تنوي استخدام أطفال لإعدام الرهائن". وأضاف:"نريد تدريب الأطفال عسكرياً ضد المحتلين والكفار والجواسيس كي يكتسبوا الشجاعة". واعتبر خطف الأجانب"وسيلة فاعلة"لضمان الإفراج عن عناصر"طالبان"الذين تعتقلهم كابول، و"آمر جميع المجاهدين بخطف أجانب من كل الجنسيات اينما وجدوهم". وكشف داد الله انه يجري اتصالات واسعة مع زعيم تنظيم"القاعدة"اسامة بن لادن, وقال:"لا نجري حسابات منفصلة بالنسبة الى الأسلحة او المال او اي امر آخر. هدفنا واحد, نحن نساعدهم وهم يساعدوننا". معارك الجنوب ميدانياً، أعلن التحالف الدولي الذي تقوده الولاياتالمتحدة مقتل حوالى 50 من"طالبان"، وتدمير 16 مخبأ لهم في"معارك عنيفة"استغرقت اكثر من 12 ساعة في ولاية هلمند جنوب. وأوضح التحالف ان عدد قتلى"طالبان"في منطقة موسى قلعة بالولاية ذاتها تجاوز 160 منذ الأحد الماضي، مشيراً الى إصابة جندي في صفوفه في مقابل عدم سقوط اي مدني،"علماً ان طائرات التحالف ألقت قنبلتين على مواقع المتمردين". لكن سكاناً أفادوا بأن التحالف قتل 17 شخصاً بينهم 16 مدنياً وجرح 30 آخرين في القصف. وأعلن التحالف مقتل اكثر من عشرين من"طالبان"في ولاية قندهار اول من امس، فيما سقط جندي بريطاني وجرح اثنان آخران في انفجار عبوة يدوية الصنع لدى مرور دوريتهم قرب بلدة سانغي في ولاية هلمند، ما رفع عدد عناصر القوات الدولية للمساعدة في ارساء الأمن ايساف التابعة للحلف الأطلسي ناتو وقوات التحالف الدولي الى 120 هذه السنة. على صعيد آخر، ناقش وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند مع الرئيس حميد كارزاي سبل تحسين الوضع الأمني، ثم تفقد قوات بلاده في هلمند. عملية"الحرية الدائمة" وأعلن الناطق باسم الرئاسة الأفغانية همايون حميد زادة ان اللقاء تناول"العلاقات الثنائية واعادة البناء ومكافحة تهريب المخدرات والأمن, خصوصاً دور القوات البريطانية في تحسين الأمن". وأضاف:"نعد للقاء الرئيس كارزاي رئيس الوزراء البريطاني غوردن براون في آب اغسطس المقبل، لكننا لم نحدد مكان الاجتماع". وفي إيطاليا، صرح وزير الخارجية ماسيمو داليما بان بلاده تعتبر انه لا بد من انهاء عملية"الحرية الدائمة"العسكرية الأميركية في افغانستان لمصلحة مهمة قوات"ايساف"للحد من الخسائر البشرية في صفوف المدنيين. وقال داليما امام البرلمان ان"الضحايا المدنيين الذين سقطوا نتيجة العمليات الأخيرة ضد معاقل طالبان غير مقبولة اخلاقياً، اذ انها تشكل كارثة حقيقية على الصعيد السياسي وتسبب توتراً كبيراً بين الحكومة الأفغانية والقوات الأجنبية". وزاد:"من الضروري تنسيق النشاطات العسكرية بطريقة تؤدي الى خفض الحوادث". واعتبر ان تراكم مهمات كل من"ايساف"وعملية"الحرية الدائمة"يؤدي غالباً الى ايجاد ظروف تجعل العمليات العسكرية غير منسقة في شكل فاعل,"ما يهدد السكان المدنيين". لكن الوزير الإيطالي شدد على انه"لا يطلب انسحاب الأميركيين من افغانستان بل تجاوز عملية الحرية الدائمة"التي يشارك فيها حوالى 11 الف جندي بينهم 8 آلاف اميركي وألف استرالي و200 كوري جنوبي. وتنتشر اساساً في شرق افغانستان. وردت واشنطن بأن العملية العسكرية الأميركية في افغانستان"مكملة"لمهمة الحلف الاطلسي. وأكد الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية شون ماكورماك ان العملية الأميركية"تركز في شكل واسع على تدريب أجهزة الأمن الأفغانية سواء الجيش او الشرطة, فيما ينفذ الحلف الأطلسي مهمات عسكرية وأخرى لإعادة البناء والتنمية في الجنوب". وقال ماكورماك:"في نهاية المطاف, لن ننجح في افغانستان من دون ان نحارب قوات القاعدة وطالبان".