اعترف الحلف الاطلسي امس، بقتل مدنيين في باكستان في معارك عند الحدود الافغانية - الباكستانية السبت. وأكد الحلف حاجته الى"تحسين"طريقته في القيام بتلك العمليات اثر الانتقادات الشديدة التي وجهها اليه الرئيس الافغاني حميد كارزاي. في غضون ذلك، قتل 12 من مقاتلي"طالبان"وجنديان افغانيان في اقليم واشر في ولاية هلمند جنوب في معارك تهدف الى"منع انتشار الحركة في غرب البلاد". كما اعلنت قوات التحالف التي يقودها"الاطلسي"مقتل احد جنودها في مواجهات شارك فيها الطيران. واكد التحالف ان جندياً افغانياً قتل أيضاً. وأعلنت وزارة الدفاع في كابول ان الجيش الافغاني خسر ثلاثة من جنوده السبت في انفجار عبوة ناسفة في ولاية وردك المجاورة للعاصمة واثنين آخرين في انفجار مماثل في ولاية فرح غرب المجاورة لهلمند. في الوقت ذاته، قال مسؤولون ومتمردون امس، ان مقاتلي"طالبان"احتجزوا 18 خبيراً أفغانياً في مجال نزع الالغام. وهددت الحركة بقتل هؤلاء اذا تبين أنهم يعملون لمصلحة القوات التي تقودها الولاياتالمتحدة في البلاد. واحتجز المقاتلون المجموعة ومعها اربعة كلاب مدربة، في منطقة اندار في اقليم غزني السبت. وقال الملا صفي الله احد قادة"طالبان"ان"تحقيقاً يجرى في شأنهم، وبعده سنقرر ماذا نفعل". وقال شهاب حكيمي مدير مركز تحديد مواقع الالغام باستخدام الكلاب، ان تسعة من موظفيه وتسعة آخرين من وكالة التخطيط لإزالة الالغام خطفوا تحت تهديد السلاح. باكستان وغداة اعلان السلطات الباكستانية مقتل تسعة مدنيين في عمليات لقوات التحالف العاملة في افغانستان، اعترفت القوة الدولية للمساعدة في احلال الامن في افغانستان ايساف التابعة للحلف الاطلسي بأن تحقيقاً مشتركاً مع باكستانوافغانستان اثبت ان"هناك مدنيين بين القتلى". وكانت"ايساف"افادت السبت ان حوالى ستين من عناصر"طالبان"قتلوا في غارات ليلية على اقليم برمال في ولاية بكتيكا جنوب شرق قرب الحدود الباكستانية. وقال الناطق باسم الجيش الباكستاني وحيد ارشاد ان تسعة مدنيين هم افراد اسرة واحدة قتلوا في المنطقة القبلية في شمال وزيرستان بصاروخ اطلقته قوة الحلف من الاراضي الافغانية وسقط فوق احد المنازل. واعلن الناطق باسم"ايساف"جون توماس ان مروحية قتالية"اجتازت من غير قصد الحدود الباكستانية عندما كانت تطارد المتمردين". وسجلت هذه الخسائر الجديدة بين المدنيين غداة انتقاد شديد وجهه الرئيس الافغاني السبت، للعمليات"غير الدقيقة والعشوائية"التي تشنها القوات الدولية واسفرت عن مقتل تسعين مدنياً على حد قوله، في عشرة ايام في افغانستان. وأعلن نيكولا لونت الناطق المدني باسم"ايساف" ان"الرئيس كارزاي على صواب. يحق له ان يغضب. علينا ان نحسن الطريقة التي نتحرك بها". ورفض التحالف الذي تقوده الولاياتالمتحدة التعليق على تصريحات كارزاي. اميركيون يمارسون التعذيب من جهة أخرى، أفاد تقرير لمجلة"فوكوس"الالمانية أن اثنين من مراسليها في أفغانستان شاهدا وسجلا عمليات تعذيب وكذلك عمليات إعدام وهمية قام بها جنود أميركيون وأفغان في ولاية غزني. وذكر المراسلون التابعون للمجلة أنهم شاهدوا جندياً أميركياً وزميله القائد الافغاني يربطان أحد المشتبه فيهم بحزام على مركبة عسكرية ويهددانه بعد تقييد يديه بسحبه بالسيارة على الارض المليئة بالحجارة، ما كان يعني وفاته بعد أمتار عدة. وأضاف تقرير المجلة أن الجندي الاميركي شغل محرك المركبة العسكرية مدة دقيقتين إمعاناً في تهديد المشتبه فيه أثناء التحقيق معه في قرية نياسولاه. وبرر السرجنت الاميركي جيمس هيل للمجلة استخدام تلك الوسائل في التحقيق بأنها أثبتت"فاعليتها"، وأضاف أنه يعلم أمر طفل في الثالثة عشرة من عمره تم تهديده بقتله بالرصاص فأدى ذلك إلى إدلائه بمعلومات مهمة. وأشار تقرير المجلة إلى واقعة اخرى لوحدة الجيش الاميركي ذاتها اذ شاهد المراسلان كيف قام قائد أفغاني أمام زملائه من الجنود الاميركيين بضرب رجل طاعن في السن باللكمات وبقبضة مسدسه حتى غاب عن الوعي.