أطلق تأهل المنتخب الوطني العراقي لكرة القدم الى نهائي دورة كأس آسيا بفوزه على المنتخب الكوري الجنوبي مظاهر فرح نادرة في أوساط العراقيين، داخل العراق وخارجه، فيما أغلق المحتفلون معظم شوارع بغداد غير آبهين بالمخاطر الأمنية. وحمل الآلاف الأعلام العراقية في أكبر موجة فرح تسود الشارع منذ سنوات، فيما شهدت أحياء بغداد والمدن الاخرى اطلاقاً كثيفاً للعيارات النارية، لم يستثن المدن الاكثر خطراً مثل الرمادي وسامراء والأكثر محافظة مثل النجف. وأفاد مراسلو"الحياة"المنتشرون في مدن العراق ان مناشدة الحكومة الفرحين وقف اطلاق النار لم تثن آلاف الشباب من حمل اسلحتهم واطلاق الرصاص في الهواء على مرأى القوات العراقية والأمنية. ونقلت القنوات التلفزيونية العراقية صوراً حية لاحتفالات الشباب، الذين كان معظمهم يتحدث عن وحدة شرائح الشعب العراقي، سنة وشيعة واكراداً وتركماناً ومسيحيين، بدلاً من الحديث عن ظروف المباراة. وقال احد المحتفلين في حي الكرادة والدموع تنهمر من عينيه"ننتظر هذه المناسبة لنقول اننا شعب واحد ولسنا شراذم كما يريدنا الاحتلال"، وردد محتفلون"منصورة يا بغداد"و"بالروح بالدم نفديك يا عراق"، وهي شعارات تطلق خلال احتفالات العراقيين بمناسباتهم الوطنية. ولوحظ بشكل لافت اشتراك اطراف مختلفة بإطلاق الرصاص الاحتفالي بينها ميليشيات وعناصر جماعات مسلحة الى جانب الشرطة والجيش. وحقق المنتخب الوطني العراقي امس انجازاً يضاف الى سجله الكروي بالانتقال الى نهائي بطولة أمم آسيا بفوز صعب على الفريق الكوري الجنوبي بضربات الترجيح. وانتهى شوطا المباراة الاول والثاني والشوطان الاضافيان بالتعادل السلبي بعدما تبادل الفريقان الهجمات، فيما تمكن حارس المرمى العراقي نور صبري من حسم تأهل الفريق بالتصدي لضربة الجزاء الرابعة، قبل ان يفشل اللاعب الكوري في تسديد الضربة الخامسة. وسارع كبار السياسيين العراقيين الى تقديم التهاني الى الشعب العراقي عبر القنوات الفضائية والارضية وتقدم المهنئين رئيس الجمهورية جلال طالباني ورئيس الحكومة نوري المالكي. وقال مراسل"الحياة"في محافظة الانبار ان مسلحين من جماعات مختلفة أطلقوا الرصاص احتفالاً بفوز الفريق العراقي، فيما أشار مراسل"الحياة"في محافظة النجف جنوبا الى مظاهر مشابهة لم تمنعها طبيعة المدينة المحافظة دينيا. ويقول مراقبون ان تمسك العراقيين بوحدتهم يدفع بهم الى استثمار الفرص القليلة المتاحة للتوحد رياضيا بعد ان عكست التجاذبات السياسية صراعاً طائفياً حاداً. وقال عراقيون احتفلوا امس في عدد من المدن السورية حيث ينتشر حوالي مليوني عراقي ان مثل هذه المناسبة تعيد اليهم ذكريات بلادهم حيث لم يكن أحدهم يسأل عن الهوية الطائفية لجاره. وقال ابو مروة الذي احتفل مع أبنائه انه يحتفل بالوحدة العراقية فيما وزع ابو عبدالقادر من حي جرمانا في دمشق الحلوى والعصائر في الشارع.