بعد ثلاثة ايام على انفراج أزمة النجف وعودة المواطنين فيها إلى ممارسة شؤونهم اليومية، اندلعت المواجهات مجدداً في مدينة الصدر شرق بغداد بعد يوم واحد من محاصرة القوات الأميركية للمدينة ومطالبة سكانها بمغادرتها لاجراء عمليات تفتيش واسعة بحثاً عن مخابئ للأسلحة تستخدمها عناصر "جيش المهدي". وسرعان ما تم تطويق الوضع والاتفاق على هدنة ليوم واحد وبدء مفاوضات لوضع حد للمواجهات بين ممثلين عن الحكومة الموقتة وميليشيا "جيش المهدي" التابعة لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر. وسقط في المواجهات ستة قتلى و92 جريحاً حسب حصيلة تم جمعها من مستشفيات المنطقة وتشمل المقاتلين والمدنيين وعناصر الشرطة. وقال الشيخ يوسف الناصر مدير مكتب الصدر في المدينة: "سنتوصل الى اتفاق هذا المساء مع الحكومة"، مضيفاً "لا تزال هناك بعض النقاط العالقة، ونأمل بالتوصل الى اتفاق تام مساء"، موضحاً انه اتفق على هدنة "حتى صباح الغد" اليوم. واعتبر رائد الكاظمي أحد ممثلي الصدر في بغداد أن "انتهاء المواجهات المسلحة في مدينة النجف لا يعني توقفها في بقية المدن العراقية لا سيما وأن السيد مقتدى لم يأمرنا بالانسحاب من هذه المدن". وقال: "لن يتوقف القتال إلا اذا طلب الصدر من اتباعه في بقية المدن التوقف عن مهاجمة القوات الاميركية". وقال قائد الشرطة في مدينة الصدر معروف عمران ان "الاميركيين يصرون على موافقة الحكومة على الهدنة"، في حين اشار الضابط مصطفى جاسم الى ان "الهدف من المفاوضات التوصل الى حل جيش المهدي وتسليم اسلحته ووقف القتال ضد القوات الاميركية في المدينة". إلى ذلك شدد صالح السرحان المستشار السياسي في وزارة الدفاع ل"الحياة" على ضرورة الالتزام بكل القرارات والبنود التي أرست السلام في اتفاق النجف وتطبيقه في المدن العراقية الأخرى. واشار السرحان إلى ان "عدم التزام عناصر جيش المهدي ببنود الاتفاقية سيعرضهم للمحاسبة والملاحقة القانونية". وأكد "اعلان هدنة موقتة في مدينة الصدر لمدة يوم واحد لحين التوصل إلى اتفاق نهائي في المفاوضات الجارية". وفي النجف، اختفت المظاهر المسلحة ولم يلحظ اي مسلح في الشوارع او في البلدة القديمة او في مدينة الكوفة وتم الاكتفاء بحمل السلاح فقط داخل مكتب الشهيد الصدر الكائن امام الصحن الحيدري في النجف. وشوهدت قوات الحرس الوطني وهي تطوق منطقة الصحن الحيدري وجامع الكوفة الذي يلقي فيه مقتدى الصدر خطبه وينتشر افراده فوق المباني الرئيسية المطلة على الجامع. هجومان في الموصل وفي الموصل، تعرضت قافلتان عسكريتان اميركيتان لهجومين بالقذائف الصاروخية قبيل فجر الاحد ما ادى الى سقوط قتيلين بين المهاجمين واصابة 37 مدنيا بجروح بحسب الجيش الاميركي. واكد مدير مستشفى تل العفر فوزي أحمد ان 34 مدنيا، 26 منهم من النساء والاطفال، اصيبوا بجروح خصوصا بشظايا الزجاج فيما كانوا نائمين على سطوح منازلهم. واكد الجيش الاميركي انه قتل اثنين من المهاجمين في الهجوم الثاني. واضاف ان المدنيين الجرحى اصيبوا برصاص المتمردين. لكن الضابط في الشرطة العراقية اسماعيل محمد اسماعيل قال ان المدنيين اصيبوا بالرصاص الذي رد به الجنود الاميركيون. وفي الكوت، اصيب خمسة مدنيين من عائلة واحدة بجروح، احدهم في حال الخطر، جراء انفجار قنبلة يدوية القيت على منزل صلاح حسن احد عناصر الحرس الوطني العراقي في حي النصر غرب المدينة. في هذا الوقت طال عمل تخريبي فجر امس انبوب نفط في جنوبالعراق، على مسافة بضع كيلومترات من موقع تعرض ثمانية انابيب للتخريب الاربعاء الماضي.