أسدل الستار على أزمة البلغار المتهمين بنقل فيروس الايدز إلى مئات الأطفال الليبيين بعد عودتهم امس إلى صوفيا، في مقابل تعهد أوروبي ب"شراكة معززة"مع طرابلس. وأصدر الرئيس البلغاري جورجي برفانوف عفواً عنهم، منتقداً بشدة السلطات الليبية لتجاهلها أدلة براءتهم و"الانتهاكات السافرة"التي مورست بحقهم. وقبل أن يتوجه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم إلى ليبيا تتويجاً للدور الذي لعبه، وزوجته سيسيليا، في صفقة الافراج عن البلغار، فتح الباب أمام تكهنات بدور قطري في دفع التعويضات لعائلات المصابين. وتجمع مئات في مطار صوفيا لاستقبال الممرضات الخمس والطبيب الفلسطيني الذي منحته بلغاريا جنسيتها، بعدما وافقت ليبيا على إطلاقهم في مقابل اتفاق شراكة مع الاتحاد الأوروبي. ووصل الستة على متن طائرة فرنسية برفقة زوجة الرئيس الفرنسي والمفوضة الأوروبية للعلاقات الخارجية بينيتا فيريرو فالدنر، قبل ان ينقلوا إلى مقر رئاسي مع عائلاتهم، حيث سيخضعون لفحوص طبية. وأكد وزير الخارجية الليبي عبدالرحمن شلقم إن بلاده أعادت المتهمين بعد توقيع اتفاق تعاون مع الاتحاد الأوروبي، لرفع العلاقات إلى درجة التعاون الكامل والشراكة. وقال إن الاتفاق"يتضمن دعماً ومساعدة من الاتحاد لعلاج الأطفال المصابين بالفيروس في مستشفيات أوروبية"، إضافة إلى تطوير مراكز طبية ومستشفيات. وأضاف أن الاتحاد عرض مساعدة ليبيا في مجالات التعليم والآثار والتعامل مع الهجرة غير المشروعة. وقال رئيس مفوضية الاتحاد الأوروبي جوزيه مانويل باروزو للصحافيين في بروكسيل:"أبلغنا السلطات الليبية بأننا مستعدون للتوسع في تطبيع العلاقات بعدما كان لعدم تسوية قضية الممرضات دور كبير في تعثر علاقاتنا". وكشف مصدر أوروبي أن فالدنر وقعت اتفاقاً من صفحتين مع ليبيا يحدد كيفية تعزيز العلاقات و"يغطي كل شيء من التجارة وتقديم العون للحفاظ على الآثار والهجرة غير المشروعة إلى المنح الدراسية وتأشيرات الدخول". لكن المصدر أضاف أن المفوضية الأوروبية مازالت في حاجة إلى أن تطلب من حكومات دول الاتحاد تفويضاً لإبرام اتفاقات مع ليبيا في ما يتعلق بهذه الامور. وأكد الرئيس الفرنسي أنه سيزور ليبيا اليوم"لمساعدتها على العودة إلى الأسرة الدولية". لكنه نفى في شدة أن تكون فرنسا أو أوروبا قدمتا تعويضات مالية لليبيا. وقال:"لم تدفع فرنسا ولا أوروبا يورو واحداً في إطار هذه المفاوضات أو خارج البروتوكول المعروض على الطاولة". وفتحت إشادته بالدور الذي لعبته قطر في القضية المجال أمام تكهنات في شأن مساهمة قطرية في هذه التعويضات. وقال ساركوزي للصحافيين إن الدوحة أقدمت على"بادرة إنسانية"، رفض كشف طبيعتها، مشيراً إلى أنه وباروزو اعتبرا في مرحلة من المفاوضات أنه لا بد من إشراك بلد صديق. وأضاف أن النقاشات التي دارت بين قطر وليبيا"لا تعني سواهما وإذا أرادا كشف مضمونها، فسيفعلان". وفي المقابل، أكد وزير الخارجية الليبي أن الاتحاد الاوروبي وفرنسا"غطيا كل المبلغ"الذي قدمه"صندوق بنغازي"لمساعدة عائلات الاطفال الليبيين المصابين بالايدز. وقال خلال مؤتمر صحافي:"الاتحاد الاوروبي وفرنسا غطيا كل المبلغ، بل هناك زيادة قدرها بضعة ملايين".