قال مصدر في الاتحاد الأوروبي الجمعة ان فرنسا لم تبلغ شركاءها في الاتحاد بأمر زيارة سيسيليا، زوجة الرئيس نيكولا ساركوزي، لليبيا للقاء الممرضات البلغاريات المحكوم عليهن بالاعدام بعد ادانتهن بتعمد إصابة أطفال ليبيين بفيروس "اتش.أي.في" المسبب للأيدز. وكانت المفوضية الاوروبية تتفاوض مع طرابلس منذ أعوام من أجل الافراج عن الممرضات الخمس والطبيب الفلسطيني الذين أيّدت المحكمة العليا الأسبوع الماضي أحكام الإعدام الصادرة عليهم. وتزايدت الآمال ليل الثلثاء - الأربعاء في التوصل الى صفقة للافراج عن الستة عندما قالت"مؤسسة القذافي للتنمية"التي كانت في قلب المفاوضات، إنها توصلت إلى اتفاق مع عائلات الضحايا ومجموعهم 426 طفلاً يضع"نهاية للأزمة". وأبدى مسؤولون في الاتحاد الأوروبي طلبوا عدم نشر أسمائهم، غضبهم مما اعتُبِر محاولة فرنسية لكسب الثناء في آخر لحظة عن امكان الافراج عن الستة من دون التنسيق مع الدول الأخرى الأعضاء في الاتحاد الأوروبي. وأجاب مصدر في الاتحاد رداً على سؤال عن توقيت معرفة المفوضية الأوروبية بزيارة سيسيليا ساركوزي يوم الخميس لليبيا قائلاً:"المرة الأولى التي علمنا فيها بالزيارة كانت عندما تلقينا اتصالاً من ليبيا لكي تبلغنا أنها وصلت". وقال مسؤولون في الاتحاد ان بريطانيا شاركت أيضاً عن كثب في المحادثات. وتحسنت العلاقات بين لندنوطرابلس بعدما قبلت ليبيا تحمل مسؤولية تفجير طائرة"بان أميركان"عام 1988. وزارت مفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد بينيتا فيريرو فالدنر ليبيا مرتين للقاء الممرضات وعرض مساعدات أوروبية لتحسين الأوضاع الصحية في مستشفى بنغازي حيث أصيب الأطفال بالفيروس والبحث مع الزعيم الليبي معمر القذافي الجهود اللازمة من أجل الافراج عن الممرضات والطبيب الفلسطيني. وقالت كريستيان هوهمان الناطقة باسم فيريرو فالدنر ان الاتحاد الأوروبي توصل إلى اتفاق مع عائلات الأطفال المصابين الشهر الماضي بخصوص الرعاية الطبية ودعم المستشفى. وتابعت:"مشاركتنا ستكون في شكل يضمن توفير الرعاية الطبية والنفسية على المدى المتوسط والبعيد للأطفال وعائلاتهم ودعم مستشفى بنغازي". وأعلن ساركوزي الخميس أن زوجته التقت بالممرضات وعقدت اجتماعين مع القذافي. وكانت زيارة سيسيليا ساركوزي لليبيا أول زيارة سياسية رئيسية تقوم بها بمفردها بصفتها السيدة الأولى في فرنسا بعد فوز ساركوزي بالرئاسة في أيار مايو الماضي. وهذه ليست المرة الأولى التي يكتم فيها ساركوزي أمر شيء عن شركائه في الاتحاد منذ توليه الرئاسة من شهرين. فقد اقترح الشهر الماضي إرجاء حل الوضع النهائي لكوسوفو لمدة ستة شهور خلال قمة لمجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى في ألمانيا من دون التنسيق أولاً مع مسؤولين أوروبيين يحاولون التفاوض على قرار للأمم المتحدة في شأن الاقليم الصربي الانفصالي. وفي باريس، ذكرت صحيفة"لوفيغارو"الفرنسية ان بلغاريا ودولاً أخرى ستدفع 400 مليون دولار أميركي لعائلات الأطفال الليبيين المصابين بمرض الأيدز. واضافت من دون تحديد مصادرها أن كل عائلة من عائلات الضحايا ستحصل على مليون دولار أميركي. ونقلت عن سيف الإسلام القذافي، نجل الزعيم الليبي، أن الأموال ستأتي من مساهمات دولية"على شكل تسديد ديون". وترفض بلغاريا دفع تعويضات مالية لذوي الضحايا لئلا يُساء فهم ذلك على أنه إقرار بمسؤولية الممرضات عن نشر المرض عمداً بين الأطفال الليبيين، كما يزعم الادعاء الليبي. وتؤكد الممرضات والطبيب الفلسطيني الذي حصل أخيراً على الجنسية البلغارية، أنهم أبرياء. وسينظر المجلس القضائي الأعلى في ليبيا يوم الاثنين في أحكام الإعدام الصادرة ضد الستة، وله صلاحية تأكيد الأحكام أو رفضها أو تخفيفها.