اجتمع مسؤولون من الاتحاد الأوروبي أمس الإثنين مع ممرضات بلغاريات وطبيب فلسطيني قضت محكمة ليبية بإعدامهم بتهمة تعمّد إصابة أطفال بفيروس"اتش. آي. في"المسبب لمرض الأيدز، وقالوا إنهم رأوا بارقة أمل في إطلاقهم. وتوجهت مفوضة العلاقات الخارجية في الاتحاد الأوروبي بنيتا فيريرو فالدنر إلى ليبيا الأحد مع وزير الخارجية الألماني فرانك فالتر شتاينماير الذي تتولى بلاده حالياً الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي، في محاولة لدفع المساعي لتأمين الإفراج عن الممرضات والطبيب. وفي الوقت الذي أجريا فيه محادثات في ليبيا، قال الرئيس جورج بوش خلال زيارة لبلغاريا إن تأمين الإفراج عن الممرضات أولوية قصوى للولايات المتحدة. وقالت فيريرو فالدنر إن الممرضات والطبيب"يمكنهم الإطمئنان إلى أنني سأواصل العمل بكل قواي لتأمين الافراج عنهم... وكلما كان ذلك أقرب كان أفضل". وأضافت:"نرى بارقة أمل للتوصل إلى حل، ونحن نعتزم أن نضمن ألا يتبدد الأمل قبل أن نستغله". واجتمعت فيريرو فالدنر وشتاينماير أول من أمس مع عائلات بعض من مئات الأطفال الذين اتهم الطبيب والممرضات بإصابتهم بفيروس"اتش. آي. في"، ثم مع المتهمين أنفسهم أمس الإثنين. ودينت الممرضات الخمس والطبيب الفلسطيني في كانون الأول ديسمبر الماضي بتعمد إصابة 426 طفلاً بفيروس"اتش. آي. في"في قضية عرقلت مساعي إعادة العلاقات الكاملة بين ليبيا والغرب. ويقول الطبيب والممرضات إنهم أبرياء وتعرضوا للتعذيب للإدلاء بالاعترافات. ويقول بعض العلماء الغربيين ان الإهمال وتدني مستويات النظافة الصحية في المستشفى هما السبب الرئيسي، وان المتهمين الستة هم كبش فداء. ولمح سيف الإسلام، ابن العقيد الليبي معمر القذافي، أول من أمس إلى أن مساعي الإفراج عن الستة المسجونين منذ عام 1999 ربما تكون اقتربت من نهايتها بعد بوادر أوروبية"ايجابية". وعبّر عن اعتقاده بأنه إذا لبيت مطالب العائلات فسيكون الطريق مفتوحاً أمام التوصل إلى تسوية. وقال مسؤولون من الاتحاد الأوروبي إنهم لا يتوقعون انفراجاً خلال زيارة فيريرو فالدنر وشتاينماير الحالية، على رغم أن إدريس الأغا رئيس رابطة عائلات الأطفال المصابين بالأيدز عبّر عن أمله في التوصل إلى اتفاق بحلول 21 حزيران يونيو الجاري. ولمحت ليبيا الى أنها قد تفرج عن الممرضات اذا تم التوصل إلى اتفاق لدفع تعويضات لعائلات الأطفال. وطالبت طرابلس بعشرة ملايين يورو 13 مليون دولار لأسرة كل طفل مصاب. ورفضت بلغاريا وحلفاؤها ذلك وقالوا إنه سيكون اقراراً بالذنب، لكنهم عرضوا اقامة صندوق لعلاج الأطفال في مستشفيات أوروبية. وقدم الاتحاد الأوروبي 2.5 مليون يورو للمساعدة في تمويل هذه الخطة. وفي صوفيا، حض الرئيس جورج بوش مجدداً ليبيا على إطلاق الممرضات البغاريات. وقال بعد لقائه الرئيس البلغاري جيورجي بارفانوف:"إننا قلقون جداً لمعاناة الممرضات". وتابع:"يجب الإفراج عنهن والسماح لهن بالعودة إلى عوائلهن". وشكر بارفانوف بوش على موقفه هذا.