قدم الغربيون أمس الى الأممالمتحدة صيغة جديدة لمشروع قرار حول مستقبل كوسوفو للتصويت عليه، في مسعى لتجاوز معارضة روسيا الشديدة لاستقلال الإقليم. وكان زعماء ألبان الإقليم هددوا بإعلان الاستقلال من جانب واحد إذا تعذر صدور قرار عن مجلس الأمن، فيما أعلن الاتحاد الأوروبي عن احتمال سحبه قضية الإقليم من المجلس وجعلها في عهدته. وأفاد رئيس كوسوفو فايتمير سيريو:"إذا لم يكن هناك حل سريع جداً من خلال مجلس الأمن، بسبب إصرار روسيا على معارضة اقتراحات الوسيط الدولي مارتي أهتيساري، ينبغي السعي إلى طرق بديلة بالتعاون مع المجتمع الدولي، ويمكن أن يعلن الألبان الاستقلال من جانب واحد، لكنهم يريدون دعم الولاياتالمتحدة والاتحاد الأوروبي. وأبلغ زعيم "جيش تحرير كوسوفو" السابق هاشم ثاتشي، الصحافيين أن"دور مجلس الأمن أصبح ضعيفاً، بعدما أخفق في إيجاد حل لمستقبل كوسوفو". وقال رئيس برلمان كوسوفو كولي بيريشا:"نرى أن المحادثات مع حكومة بلغراد انتهت، ولكن في حال وجود ما يفيد، فنحن على استعداد للحديث حتى مع الشيطان الأسود، شرط تحقيق تقدم". وأشارت صحيفة"زيري"الألبانية إلى أن القوى الغربية"تدرس عقد مؤتمر دولي في شأن كوسوفو في باريس في أيلول سبتمبر المقبل، على غرار مؤتمر رامبوييه قرب باريس 1999 وأجريت فيه المحادثات التي سبقت الغارات الجوية التي شنها حلف شمال الأطلسي على صربيا". لكن الألبان يخشون أن يواجه هذا المؤتمر ضغوطاً لتقسيم كوسوفو إلى جزءين، جنوبي ألباني وشمالي صربي. وفي بروكسيل، أشار منسق الشؤون الخارجية والأمنية للاتحاد الأوروبي خافيير سولانا إلى احتمال سحب الاتحاد الأوروبي قضية الوضع النهائي لكوسوفو من مجلس الأمن، في حال عدم قبول روسيا قريباً مشروع القرار الغربي". وزاد"أن جهوداً ديبلوماسية بين الصرب والألبان لمدة 120 يوماً من خلال مجموعة الاتصال الخاصة بمنطقة البلقان الولاياتالمتحدةوروسيا وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا لإيجاد حل لقضية الإقليم". وعن بقاء أهتيساري وسيطاً، قال سولانا:"لا يمكنني أن أجيب عن ذلك رسمياً الآن، ولكن أعتقد أن الأمور ستكون ضمن مسؤوليات مجموعة الاتصال". وقال رئيس الحكومة الصربية فويسلاف كوشتونيتسا، ان الأفضل بدء المحادثات مع الألبان في أقرب وقت ممكن، من دون تدخّل خطة أهتيساري، وحتى من دون صدور قرار من مجلس الأمن"، فيما أعلن رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس الفيديرالي الشيوخ الروسي ميخائيل مارغيلوف، أن موسكو"لن تصوّت لمصلحة مسودة مشروع القرار الغربي الجديد في شأن الوضع النهائي لكوسوفو، لأنه يتجاهل مصالح صربيا". وأوضح، أن"المسودة الجديدة للمشروع، لم تتغير مقارنة بسابقتها، لذا فإن روسيا لا تستطيع تأييدها، لأن البنود الأساسية التي تسمح بإمكان انفصال الإقليم عن صربيا بقيت على حالها، بعدما تمّ تجاهل رأي بلغراد".