أكدت روسيا أنها لن تسمح بتمرير أي قرار في مجلس الأمن بشأن إقليم كوسوفو يكون مرفوضاً من صربيا، فيما أعلن تنظيم"جيش تحرير كوسوفو"الذي شنّ حرب عصابات ضد الوجود الصربي في الإقليم قبل الغارات الجوية لحلف شمال الأطلسي في النصف الأول من 1999 لإخراج القوات الصربية، أنه سيستأنف نشاطه العسكري في حال تأخر الاعتراف الدولي بالاستقلال. ونقل تلفزيون بلغراد أمس، عن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن"روسيا لن تسمح بتمرير أي قرار في مجلس الأمن يتعلق بإقليم كوسوفو، لا يناسب صربيا ويكون غير مقبول منها". وأضاف أن"القرار الذي تسمح روسيا بتبنيه من قبل المجلس، هو المستند على اتفاق الطرفين الصربي والألباني، أما الحل الذي يناسب طرفاً واحداً، فإنه لا يمكن أن يصدر عن المجلس". وتزامن تصريح لافروف، مع التقرير الذي قدمه الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون للمجلس، بناء على معلومات الإدارة الدولية لكوسوفو، الذي"أشار إلى الأضرار الجسيمة التي يلحقها تأخير حسم قضية كوسوفو على التقدم الذي حققته جهود الأممالمتحدة في الإشراف على الوضع في الإقليم على مدى الأعوام الثمانية الأخيرة". ويمثل هذا التصريح، أقوى إشارة على أن النقض الفيتو الروسي سيحول دون موافقة مجلس الأمن على قرار دولي يعطي الحق في انفصال إقليم كوسوفو عن صربيا واستقلاله". ويأتي تصريح لافروف، متزامناً أيضاً مع الدعوة التي وجهها مساعد وزيرة الخارجية الأميركية للشؤون الأوروبية دانييل فرايد إلى روسيا"للتعاون مع الولاياتالمتحدة في شأن حل قضية كوسوفو". وأوضح فرايد أن الرئيس الأميركي جورج بوش"أكد أن الاستقلال هو النتيجة الحتمية للوضع النهائي لكوسوفو". وإلى ذلك، أعلنت الحكومة الصربية، أن"كل قرار يستند إلى خطة المشرف الدولي مارتي أهتيساري الاستقلالية، لن يكون مقبولاً من صربيا أبداً". وأشاد بيان الحكومة الصربية، بالموقف الروسي"الداعم لصربيا في حقها لمنع انفصال أي جزء من أراضيها خلافاً للقوانين الدولية"وأكد البيان"استعداد صربيا دائماً لمواصلة المحادثات مع ألبان كوسوفو، حتى التوصل إلى اتفاق يقبله الطرفان". وفي غضون ذلك، دعا القائد الكبير في"جيش تحرير كوسوفو"السابق فائق فازليو، المسؤولين في حكومة كوسوفو التي يهيمن الألبان عليها إلى"عدم الموافقة على أي تأجيل لاستقلال كوسوفو، بعد نهاية الشهر الجاري". وأضاف في تصريح نشرته وسائل الإعلام في العاصمة بريشتينا أمس، أنه"في حال تأجل حسم الاستقلال، فإن جيش تحرير كوسوفو سيعود إلى نشاطه العسكري السابق، ضد كل معارض للاستقلال". وأوضح فازليو أنه"إذا أراد المجتمع الدولي إنهاء مشاكل كوسوفو ومنطقة البلقان، عليه الإسراع بإقرار حل الاستقلال، الذي هو هدف الألبان المصيري".