أحدث الرئيس السابق للبرلمان الاسرائيلي الكنيست ابراهام بورغ هزة في اسرائيل بتصديه لمسلمات صهيونية أساسية، وأثار كتاب جديد وضعه بعنوان"أن تهزم هتلر"ردود فعل عاصفة بسبب ما تضمنه من إدانة غير مسبوقة في حدتها في تاريخ اليسار الصهيوني لإسرائيل"البلطجية والامبريالية"التي يجب إلغاء تعريفها باسم"دولة يهودية"لأنها لا تختلف برأيه عن ألمانيا"عشية صعود أدولف هتلر إلى الحكم". كما وجه بورغ انتقادات شديدة الى المجتمع الإسرائيلي"العنصري القائم على الخوف المستديم"، ونصح كل إسرائيلي بأن يتزود جواز سفر أجنبياً ليكون مستعداً لمغادرة إسرائيل التي يكاد ينعاها، مشيراً إلى حقيقة ان النخب الإسرائيلية تفضل لأبنائها الهجرة إلى الخارج. وتتالت ردود الفعل الغاضبة على مضمون الكتاب من مختلف الاتجاهات السياسية الاسرائيلية التي أجمعت على اعتباره"سلاحاً في يد كل أعداء إسرائيل لمحاربتها"و"جريمة ضد الشعب في إسرائيل"، خصوصاً ان واضع الكتاب هو أحد أركان المؤسسة الحاكمة وأحد رموز الصهيونية حتى الأمس القريب. وشغل بورغ قبل ثماني سنوات منصب رئيس الكنيست ثم رئيس الوكالة اليهودية، وهو يعتمر القبعة الدينية ونجل"الزعيم التاريخي"للحركة اليهودية الصهيونية"الناجي من المحرقة"الوزير السابق يوسف بورغ. ويرى بورغ، في مقابلة مطولة مع صحيفة"هآرتس"تنشر كاملة اليوم تناولت ما جاء في كتابه، أن تعريف إسرائيل بأنها دولة يهودية"هو المفتاح لنهايتها"داعياً إلى إلغاء"قانون العودة"الذي يتيح لليهود فقط الهجرة إلى إسرائيل معتبرا نفسه"انساناً، مواطناً في هذا العالم، بالدرجة الأولى ثم يهودياً ثم إسرائيلياً"، مضيفاً ان"الإسرائيلي هو نصف يهودي وفي الجنسية الإسرائيلية يوجد فقط جسم بلا روح. إننا موتى... لم يعلنوا ذلك لكننا موتى". ويقول بورغ لمحاوره الكاتب آري شبيط:"بن غوريون قال إن الصهيونية كانت بمثابة الرافعة لإنشاء البيت، وبعد إقامة الدولة كان يجب حل الصهيونية... إن تعريف الدولة كدولة يهودية هو مفتاح نهايتها، انه مادة متفجرة". وتابع:"أرى مجتمعي يذوي أمام ناظري. أردت أن يدرك التيار المركزي أنه عندما ندع الجيش ينتصر بحسب الشعار الإسرائيلي الدارج، فإنه غير قادر على ذلك غير قادر على أن يعي ان القوة ليست هي الحل. ان الحديث عن محو غزة يدل على أننا لم نستوعب الدرس". ويصف المجتمع الإسرائيلي ب"المذعور"ويقول:"إننا معوقون نفسياً. إسرائيل تعاني صدمة نفسية مستديمة... صدمة النازية أفقدتنا توازننا. إننا نعيش بشعور ان كل العالم ينفر منا. التشدد يسيطر على هويتنا... إننا مجتمع يعيش على سيفه، وهذا الشعور ورثناه من المانيا، وكأن ما سلبوه منا خلال 12 عاماً يحتم أن يكون سيفنا كبيراً جداً... أليس جدار الفصل الذي نقيمه في الأراضي الفلسطينية خير دليل على انفصام الشخصية الذي نعانيه؟". ويضيف بورغ:"الفاشية هنا الآن... إسرائيل هي دولة بلطجية ومستقوية وقاسية وامبريالية وسطحية فاقدة لأصالة الروح ومنطوية على نفسها... الدعوات المتتالية إلى قتل الفلسطينيين وهدم منازلهم وترحيلهم والقتل وشرعنة سياسة الترحيل الترانسفير من خلال مشاركة أصحاب هذه السياسة في الائتلاف الحكومي، دليل على انتشار الفاشية". ويضيف:"لقد تجاوزنا عدداً هائلاً من الخطوط الحمر في السنوات الأخيرة. لا أستبعد أن يشرّع الكنيست في السنوات المقبلة قوانين ضد العرب تضاهي بعنصريتها قوانين نورمبيرغ". وكشف بورغ انه عندما كان رئيساً للكنيست سمع"رجالات السلام"يقولون إنّهم يريدون السلام لأنهم يكرهون العرب ولا يتحملونهم ولا يريدون رؤيتهم. وسمعت اليمينيين يتكلمون بمصطلحات كهانية عنصرية ضد العرب. صحيح أن الكهانية ليست ممثلة رسمياً في الكنيست لكنّ 20 في المئة من السجال اليهودي في الكنيست كهانيّ". ولتأكيد"تشاؤمه"بمستقبل إسرائيل قال بورغ إن أكثر من نصف النخب الإسرائيلية لا يريد لأولاده العيش في هذه الدولة"ومن دون نخب ليس هناك مشروع أمة". ويؤكد بورغ دعمه لتجرد إسرائيل من السلاح النووي"ويوم يحصل ذلك سيكون أهم يوم في تاريخ الدولة".