طلب رئيس الحكومة الإسرائيلية ايهود اولمرت من الرئيس الأميركي جورج بوش، في لقائهما أمس في البيت الأبيض"وجوب إخراج حركة حماس من اللعبة بصورة نهائية والعمل على الساحة الدولية من أجل نزع الشرعية عن هذه الحركة ومنع عودتها إلى الملعب الدولي بكل ثمن بل مواصلة مقاطعتها وجعلها منبوذة". واعرب اولمرت عن انزعاج إسرائيل من جهود، تبذلها دول اوروبية وعربية لمصالحة حركتي"فتح"و"حماس"من اجل إعادة الشراكة الحكومية بينهما، داعياً إلى"القضاء على هذه المحاولات وهي في المهد". ونقلت الإذاعة العبرية العامة عن أوساط اولمرت مطالبة الأخير لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس أبو مازن بأن يعلن على الملأ قبول حكومة الطوارئ الجديدة شروط الرباعية الدولية وأن يصد الضغوط للمصالحة مع"حماس"ويؤكد أنه يغلق الباب نهائياً أمام إمكان عودة التعاون معها. وأضافت انه في حال تأكدت القطيعة بين"فتح"و"حماس"فإن إسرائيل سترد على ذلك بتوفير الدعم المالي للسلطة عبر تحرير العائدات الضريبية المحتجزة لديها والتعاطي بإيجاب مع الحكومة الجديدة و"رفع شأنها دولياً"ومنح تسهيلات في الحواجز العسكرية والمعابر الحدودية و"حتى الدخول في مفاوضات سياسية تتناول قضايا الصراع الجوهرية". لكن ألوف بن المعلق السياسي في صحيفة"هآرتس"، الذي يرافق اولمرت في زيارته الحالية الى واشنطن، شكك في قدرة رئيس السلطة الفلسطينية والحكومة الجديدة على"توفير البضاعة"التي ترجوها واشنطن وتل أبيب أو أن يكون فعلاً"السد الأخير الذي يحول دون وصول الطوفان الإسلامي إلى الضفة الغربية". وذكر، مستخفاً باعتبار إسرائيل ما حصل في القطاع انجازاً لسياستها يشرّع الفصل بين"فتح"و"حماس"، ان وضع الرئيس عباس لم يتحسن بل ساء في أعقاب ما حصل في غزة من"بتر أحد ذراعي الدولة الفلسطينية العتيدة". وأضاف إن ما تبقى تحت سيطرة عباس وسلطته"مجرد جيب فلسطيني خاضع لسيطرة عسكرية إسرائيلية". وتابع ان استئناف الدعم الأمني والمالي من الولاياتالمتحدة واوروبا للسلطة"لا يضمن أن يحظى عباس وحكومته الجديدة بدعم جماهيري في أوساط الفلسطينيين". واستبعد الكاتب أن تبدي إسرائيل كرماً سياسياً حقيقياً يتعدى بعض التصريحات عن خطوات هامشية مثل الإفراج عن أموال فلسطينية. وقال ان سيطرة"حماس"على القطاع"أضعفت احتمالات أن ينفذ اولمرت أو أي رئيس حكومة آخر انسحابات من أراض فلسطينية محتلة أخرى، ولا أتصور أن يؤيد الجيش إزالة حواجز حول المدن الفلسطينية في الضفة الغربية". وخلص الكاتب إلى الاستنتاج ان العناق الذي يحظى به عباس من الولاياتالمتحدة واوروبا وإسرائيل"قصير الأمد"إزاء وجود"خصوم أذكياء أقوياء الإرادة وناجحين ايران وسورية وقادة حماس سيعرفون كيف يجهضون الاستراتيجية الأميركية الجديدة، مثلما نجحوا في إجهاض سابقاتها". الدعوة الى اطلاق البرغوثي من جهة ثانية دعا وزير البيئة جدعون عزرا، للمرة الثالثة في غضون الأشهر الأخيرة، إلى إطلاق سراح القيادي في"فتح"الأسير مروان البرغوثي من السجون الإسرائيلية"ليكون سنداً لعباس". وأضاف أنه لو كان الأمر بيده لكان أطلق سراحه منذ فترة. وتابع ان رئيس السلطة "بحاجة إلى أشخاص ذوي قدرات، بالإضافة إلى رئيس حكومة الطوارئ سلام فياض". وأضاف ان في القيادة الفلسطينية الحالية معتقلين سابقين في السجون الإسرائيلية أصبحوا اليوم من الشخصيات المعتدلة في المجتمع الفلسطيني من أمثال جبريل الرجوب وسفيان أبو زايدة وغيرهما". ورد وزير السياحة من حزب"يسرائيل بيتنا"المتطرف اسحاق أهارونوفتش على دعوة عزرا برفضها قطعاً،"لأننا بصدد قاتل دين بعشرات المؤبدات". واعتبر"الاستثمار"في الرئيس عباس"حلاً موقتاً أشبه بتنفس اصطناعي لأننا إزاء رجل غير قادر على توفير البضاعة". وتواصل الجدل في إسرائيل حول ما يجب عمله مع مئات الفلسطينيين العالقين في معبر ايرز بانتظار أن تسمح السلطات الإسرائيلية لهم بالمغادرة إلى الضفة الغربية. ونقلت صحيفة"هآرتس"عن مسؤول أمني كبير قوله إن إسرائيل تدرس احتمال إقامة معسكر موقت من الخيم في الجانب الإسرائيلي من المعبر أو نقل الهاربين إلى مصر، بعد تنسيق الأمر مع السلطات المصرية. من جهته قال رئيس"دائرة التنسيق والارتباط"في غزة البريغادير يوسي برس للإذاعة إن إسرائيل تحاول ايجاد حلول ملائمة،"لكن علينا منع تسلل عناصر إرهابية إلى الضفة الغربية"، مضيفاً ان"كتائب شهداء الأقصى"التابعة لحركة"فتح"كانت شريكة في إطلاق قذائف القسام من غزة على إسرائيل. من جهته دعا رئيس جهاز الأمن العام شاباك السابق يعقوب بيري الحكومة الإسرائيلية إلى"إغلاق المعابر ووقف جميع خدمات البنية التحتية وعدم توفير دعم إنساني لكيان إسلامي ... متطرف ومتوحش يدعو إلى القضاء علينا، على أن يتم ذلك وفقاً لجدول زمني متدرج يتم الإعلان عنه مسبقاً". وأضاف، في مقال نشره في"يديعوت أحرونوت"، انه يمكن لأي جهة دولية أو دولة عربية أن تحل محل إسرائيل لملء الفراغ الأمني والإنساني الذي سيحصل معتبراً ان"مصر القلقة جداً من سيطرة الاصوليين على القطاع"هي الجهة الملائمة لهذه المهمة"أفضل من أي طرف آخر". ودعا بيري الحكومة إلى التعاون مع حكومة الطوارئ الفلسطينية في مسألة استيعاب ما أمكن من الهاربين من القطاع وأن تعمل، بعد التدقيقات الأمنية التي يقوم بها"شاباك"على"تحرير الضغط المتراكم في معبر ايرز"،"وهكذا تبدي إسرائيل تأييدها لحركة"فتح"وتحل مشكلة إنسانية صعبة من دون المجازفة في إدخال عناصر غير مرغوب بها إلى الضفة الغربية".