بعد يومين على اللقاء الذي عقد بين الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، قررت اسرائيل اتخاذ اجراءات تخفيفية "فورية" لتسهيل حياة الفلسطينيين في الضفة الغربية تتضمن ازالة حواجز واطلاق بعض الاسرى، في وقت لم تستبعد اوساط رسمية اسرائيلية الافراج المبكر عن امين سر حركة "فتح" في الضفة الغربية المسجون في اسرائيل مروان البرغوثي. واعلن وزير الدفاع الاسرائيلي عمير بيريتس عن الاجراءات التخفيفية امس بعد اجتماع لجنة الشؤون الخارجية والدفاع في الكنيست، وقال:"اعددنا خطة قابلة للتطبيق فورا وتقضي بتسهيل مرور الفلسطينيين وتنقلاتهم وزيادة عدد الذين يسمح لهم بالعمل في اسرائيل". واوضح ان اسرائيل"ستزيل 59 حاجزا عن الطرق في الضفة على دفعتين، اولاً بازالة 24 حاجزا ثم ما تبقى منها". واضاف ان اسرائيل ستفرج عن بعض الاسرى الفلسطينيين لمناسبة عيد الاضحى وعيد الميلاد، موضحا للصحافيين:"في كل سنة، نفرج عن سجناء بدوافع انسانية لمناسبة عيدي الاضحى والميلاد". واضاف ان"هذه الخطوات الانسانية لن تؤخر عملية اطلاق غلعاد شاليت الجندي الاسرائيلي الذي اسرته مجموعات فلسطينية مسلحة في 25 حزيران/ يونيو، وآمل على العكس في ان تؤدي الى التسريع في اطلاقه". وشدد على ان"هذه المبادرات الانسانية والافراج عن سجناء بشكل مضبوط، تخلق ديناميكية ايجابية". في الوقت نفسه، أشارت تصريحات لوزير شؤون المتقاعدين الاسرائيلي رافي ايتان الى تغيير محتمل في موقف اسرائيل من اطلاق مروان البرغوثي. وعندما سألته الاذاعة الاسرائيلية ان كانت اسرائيل ستطلق البرغوثي، قال:"اذا ادرج احد طلب اطلاقه على جدول الاعمال، فيجب أن يناقش وفق القانون". وأضاف:"انها مسألة ما ستحصل عليه في المقابل". ويرى كثيرون أن البرغوثي سيتيح ل"فتح"افضل الفرص في اي سباق رئاسي مع"حماس"اذا قرر عباس الا يخوض الانتخابات. وكانت محكمة اسرائيلية أصدرت خمسة احكام بالسجن المؤبد على البرغوثي بتهمة اصدار اوامر بشن هجمات في اطار الانتفاضة، وهو ما نفاه البرغوثي. وكانت اسرائيل عارضت الافراج عن سجناء"أيديهم ملطخة بالدماء"، لكنها أبدت أخيرا مزيدا من المرونة. من جهته، صرح نائب وزير الدفاع افرائيم سنيه للاذاعة العسكرية بأن"اجواء الاحباط والاغلاق تجدد الارهاب، ونريد تحسين الاجواء"في الاراضي الفلسطينية. كما قال مسؤول امني رفيع المستوى ان"ممثلين عن مصلحة ادارة السجون وجهاز الامن الداخلي الاسرائيلي شين بيت، سيضعون لائحة بالسجناء الذين يمكن الافراج عنهم، خصوصا النساء منهم والقاصرين". واكدت مصادر قريبة من اولمرت ان هذا الاجراء قد يشمل بين 20 و30 فلسطينيا قبل عيد الاضحى، بمعزل عن مصير شاليت الذي كان اولمرت يشترط الافراج عنه قبل اطلاق اي من الاسرى الفلسطينيين. لكن قائد المنطقة العسكرية الوسطى التي تشمل الضفة الغربية الجنرال يائير نافيه، اعترض على خطة بيريتس حتى قبل اعلانها، وقال في تصريحات نشرتها صحيفة"هآرتس"ان"رفع الحواجز سيعرقل مكافحة الارهاب ... هذه الحواجز تحد من حرية تحرك الاشخاص المطلوبين". وافادت الصحيفة ان اولمرت التزم السبت خلال لقائه عباس"بالاشراف شخصيا"على رفع الحواجز المذكورة. واعلن مساء الاحد امام ناشطين في حزبه في عسقلان ان"هناك بين الفلسطينيين معتدلين يرفضون الارهاب والاعتداءات، وعلى رأسهم ابو مازن عباس. نحن اعداء، لكن يمكننا ابرام اتفاق سلام معه". ويأمل اولمرت بهذه الخطوات في تعزيز موقف عباس في مواجهة حركة"حماس"، خصوصا انه دعا في السادس عشر من كانون الاول ديسمبر الى انتخابات رئاسية وتشريعية مبكرة رفضتها"حماس". وكانت الحكومة الاسرائيلية وافقت الاحد على تحويل مئة مليون دولار لمكتب عباس من الاموال التي تحتجزها والمستحقة للسلطة لديها. ويأتي ذلك بينما يتوقع وصول وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس الى الشرق الاوسط مطلع كانون الثاني يناير لتحريك محادثات السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين. استهداف اسرائيل بصاروخين ميدانيا، اعلن ناطق عسكري اسرائيلي ان فلسطينيين اطلقوا صباح امس صاروخين من قطاع غزة باتجاه جنوب اسرائيل، لكن من دون وقوع اصابات او اضرار، وذلك رغم التهدئة المتفق عليها في 26 تشرين الثاني نوفمبر بين اسرائيل والفصائل الفلسطينية المسلحة في قطاع غزة.