أعلن وزير الخارجية السوري وليد المعلم امس ان بلاده "لن تتعامل" مع المحكمة ذات الطابع الدولي لمقاضاة المتهمين باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، والتي اقرها مجلس الامن الاربعاء الماضي تحت الفصل السابع الملزم. وجاء الاعلان بعد اعتبار نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد انه"لا توجد شرعية دولية ولا لبنانية"للقرار الدولي، وان"الذين يستهدفون سورية الآن لن يحصدوا سوى الفشل". وعقد المعلم مؤتمر صحافيا مع نظيره الايراني منوشهر متقي الذي انهى زيارة رسمية لدمشق استمرت يومين. وقال متقي ان ايران"تضع كل امكاناتها وطاقاتها بتصرف سورية حكومة وشعبا"في حال تعرضها لهجوم، لكنه استبعد قيام اسرائيل بمثل هذه الخطوة بعد"الهزيمة النكراء"في الصيف الماضي. وعلق المعلم انه ليس لدى سورية"اي قلق"من احتمال عمل عسكري اميركي او اسرائيلي، قائلا :"لسنا قلقين، بل نحن حذرون". وقالت مصادر ايرانية ل"الحياة"امس ان وزير الخارجية الايراني التقى المعاون السياسي للامين العام ل"حزب الله"حسن خليل والمسؤول في حركة"امل"النائب علي حسن خليل. واضافت ان متقي اعرب عن الاعتقاد، خلال اللقاء، بان"المشكلة اللبنانية تحل فقط من خلال مشروع لبناني ويجب ان تشارك فيه كل المجموعات اللبنانية في شكل فاعل". وبعدما شرح القياديان في"حزب الله"و"امل"الوضع في لبنان مؤكدين على"ضرورة تشكيل حكومة انقاذ وطنية"، ابلغهما متقي ان طهران"مستعدة لتكثيف جهودها ومبادراتها السياسية لايجاد مخرج للازمة الحالية في لبنان"، متهما اسرائيل واميركا ب"تصعيد التوتر والعمليات العسكرية لاستمرار الازمة السياسية في لبنان". وقال المعلم ردا على سؤال في المؤتمره الصحافي:"سبق واعلنت سورية مرارا ان موضوع المحكمة يخص لبنان وحده. وسورية لا تتنازل عن سيادتها لاي جهة كانت. ما يهمنا في هذا الموضوع هو أثره على لبنان كوننا بلدا شقيقا وجارا للبنان. من استمع الى الدول الخمس التي تحفظت عن قرار مجلس الامن يستنتج فعلا ان تسرع مجلس الامن في اقرار المحكمة لم يؤد الى اجماع دولي ولا اجماع لبنان، عدا كونه تدخلا في السيادة اللبنانية. كنا نأمل بان لا يتسرع مجلس الامن، وان الأكرم للمرحوم الحريري ان تكون هناك محكمة جرمية تحظى باجماع اللبنانيين واجماع دولي. كان الافضل ان يكون هناك توافق. ومع ذلك ستواصل سورية دعم كل ما يتفق عليه اللبنانيون وستسعى حريصة باستمرار على امن واستقرار لبنان لان كل قطرة دم لبنانية مهمة لسورية". وقال ردا على سؤال آخر :"لا اثر لها المحكمة على سورية لاننا بالاساس ابلغنا مجلس الامن اننا لن نتعامل"معها. وكان المقداد اعتبر، في حوار مع الفضائية السورية ليل اول امس، ان"هذه المحكمة صيغت في واشنطن ومن قبل أناس معروفين بعدائهم للبنان والعرب وبمواقفهم المعروفة تجاه الوضع في الشرق الأوسط". واوضحت المصادر السورية ان محادثات متقي في دمشق تضمنت"جلسة محادثات معمقة في شأن العراق واظهرت وجود رغبة للتعاون وتسوية الامور فيه"، مشيرة الى ان زيارة الوزير الايراني استهدفت"تأكيد عدم وجود اي خلاف او توتر ايراني - سوري، واستمرار التنسيق لمواجه المرحلة المقبلة".