نفى مسؤول سوري رفيع المستوى ل "الحياة" امس ان تكون دمشق "وعدت اي طرف بتقديم ملاحظات" على النظام الاساسي للمحكمة ذات الطابع الدولي لمحاكمة المتهمين باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. وقال :"لا علاقة لسورية بالمحكمة، وهي غير معنية بها. بالتالي فإن المحكمة والرأي فيها، هما شأن لبناني". وكانت مصادر واسعة الاطلاع قالت ل"الحياة"في بيروت انها تتوقع ان يسلم الجانب السوري قريبا الى الرياض ملاحظاته على مشروع الاتفاق بين لبنانوالاممالمتحدة لإقامة المحكمة. ورد المسؤول السوري قائلاً:"بالأساس سورية لم تستشر في نظام المحكمة، كي تكون لها ملاحظات عليه"، مشيراً الى ان دمشق"لم تعد أي طرف بتقديم ملاحظات. لأن لا علاقة لنا بالمحكمة، وهي شأن لبناني". وكرر وزير الخارجية وليد المعلم امس موقف سورية من المحكمة، خلال ايجاز قدمه امس الى السفراء الاوروبيين عن نتائج القمة العربية. وقال المعلم، رداً على سؤال من ديبلوماسي فرنسي، ان"المحكمة شأن لبناني وسورية غير معنية بها. المهم بحسب وجهة نظر اللبنانيين ووجهة نظرنا، ان لا تكون محكمة سياسية بل مهنية هدفها كشف الحقيقة"، وليس الانتقام السياسي. وكان نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد بعث في 21 تشرين الثاني نوفمبر الماضي برسالة الى مجلس الامن ابلغه فيها ان دمشق تعتبر ان"لا صلة لها"بالمحكمة، لأن الاممالمتحدة تصرفت وكأن لا علاقة لسورية بها ولم تستشرها لدى البحث في نظامها الاساسي. وقال المعلم، خلال لقائه السفراء الاوروبيين ورداً على اسئلة عن علاقتها بتهريب الاسلحة الى لبنان، ان قيادة الجيش اللبناني"اكدت عدم وجود ادلة في شأن تهريب اسلحة"عبر الحدود السورية - اللبنانية وان رئيس الوزراء فؤاد السنيورة كرر الموقف ذاته. واشار المعلم الى ان الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون تحدث عن"مزاعم"بتهريب اسلحة خلال لقائه الرئيس بشار الاسد في الرياض الاربعاء الماضي. ومن المقرر ان يوضح المسؤولون السوريون مواقف دمشق من مسألة الحدود و"مزاعم تهريب اسلحة"عبرها، خلال زيارة بان لسورية يومي 24 و25 الشهر الجاري. وكرر وزير الخارجية السوري ان المانيا لم تستجب طلب دمشق تزويدها معدات لمراقبة الحدود وفحص السيارات الكبيرة، مماثلة لتلك التي سلمتها الى لبنان. وقال :"لا نزال ننتظر الجواب الالماني". وأكد المعلم ان سورية عادت الى"قلب الاجماع العربي"في ضوء مشاركة الرئيس الاسد في قمة الرياض، وان محادثات الاسد مع خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز كانت"صريحة وشفافة واعادت العلاقات الى سابق عهدها في كل المجالات، ما انعكس ايجابا على نتائج القمة"، مشيرا الى انه سيعمل مع نظيره السعودي الأمير سعود الفيصل على"حل المشكلة اللبنانية ضمن تفاهم سوري - سعودي، على ان يكون الحل من الداخل وان يقوم اللبنانيون بالتوصل الى حل بتشجيع من سورية والسعودية، ثم تقومان بدعمه وتحصينه".