على رغم اللهجة الحادة التي اتسم بها رد فعل طهران على قرار مجلس الأمن في شأن لبنان، بدا واضحاً أنها تتجه ودمشق إلى ربط موقفيهما من القرار بما يقرره"التوافق اللبناني". وفيما تدرس الخارجية السورية ردها على القرار، اعتبرت إيران أنه"يخدم مصالح الكيان الصهيوني ولا يأخذ في الاعتبار التحفظات اللبنانية"، مشيرة إلى أنه"لا يمكن أن يكون موضع موافقة الحكومة والشعب اللبنانيين". راجع ص6 وأكد وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي"ضرورة إدخال تعديلات على القرار، لأنه يعتبر أحادياً ويخدم أكثر مصالح الكيان الصهيوني". وقال إن"أي قرار لا يأخذ في الاعتبار ملاحظات ومواقف الحكومة والشعب اللبنانيين، لا يمكن ان يكون موضع موافقتهما". وجاءت تصريحات متقي في مستهل جولة إقليمية تشمل مصر واليمن وتركيا، بهدف"توضيح موقف طهران من التطورات الأخيرة". وأكدت مصادر إيرانية مطلعة ل"الحياة"أن طهران قد لا تعلن موقفاً من القرار الدولي يتجاوز الحدود التي اعلنها متقي، مشيرة إلى أنها"ترى أن الموقف من القرار يعود إلى حزب الله ووزرائه، والاجماع اللبناني في شأنه". وقال رئيس لجنة الامن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الايراني علاء الدين بروجوردي إن طهران"تدعم الاجماع الداخلي اللبناني وتؤيده حول القرار الدولي، والمهم بالنسبة إلينا هو التوافق الداخلي الذي سيترافق حتماً مع التدقيق والدراسة اللازمين اللذين ستقوم بهما الحكومة اللبنانية لهذا القرار". وفي دمشق، يدرس مسؤولو الخارجية السورية نص القرار لتحديد موقف منه، في ضوء موقف الحكومة اللبنانية و"التوافق اللبناني"، وإن كانت القراءة الاولية للقرار تتحدث عن"نواقص كبيرة"فيه باعتباره"لا يعكس تماماً الانتصار الذي حققه حزب الله". ويُعتقد بأن الموقف السوري سيراوح بين كلام وزير الخارجية وليد المعلم عن ان مسودة القرار كانت بمثابة"وصفة لاستمرار الحرب"وانه"لا يمكن ان ينتصر لبنان عسكرياً ويخسر سياسياً"، وبين قرار دمشق"دعم توافق اللبنانيين على النقاط السبع"، ووجود"اجماع عربي"في نيويورك على القرار"غير المتوازن".