مثلثات نجد رمز القوة والأصالة تعد المملكة العربية السعودية موطنًا لإرث معماري أصيل يعكس تنوعها الجغرافي والثقافي، وفي خطوة مباركة تعكس الاهتمام العميق بهذا الإرث، أطلق سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الملهم مبادرة (العمارة السعودية) التي تضم 19 طرازًا معماريًا مستوحى من هوية مناطق المملكة، تهدف هذه المبادرة إلى تحسين المشهد الحضري، تطوير مساحات نابضة بالحياة، وتعزيز الاستدامة مع الحفاظ على التراث والهوية الوطنية. وتزهو العمارة السعودية النجدية كأحد هذه الطُرُز بجمال تفاصيلها، التي تعد من أبرز أنماط العمارة التقليدية في المملكة، حيث تعكس البيئة الصحراوية والموروث الثقافي العريق لأهل المنطقة الوسطى. يشكل «المثلث» عنصرًا أساسيًا في الطراز النجدي، إذ يرمز إلى القيم الثلاث الأساسية: «الله، ثم المليك، ثم الوطن». استُوحي شكل المثلث من «هيكل الخيام»، التي كانت رمزًا للاستقرار والبساطة في حياة أهل الصحراء، ليصبح المثلث رمزًا للأصالة والقوة والثبات. تجمع العمارة السعودية النجدية بين الجمال والوظيفة. فقد استُخدمت الزخرفة المثلثية في الجدران كفتحات للتهوية والإضاءة، وفي زخرفة الأبواب، الواجهات، والنوافذ، ما يعكس براعة الحرفيين وقدرتهم على التكيف مع البيئة القاسية. كما ساهم بناء الجدران السميكة ذات التصميم المثلثي في العزل الحراري والتهوية الطبيعية، بفضل استخدام مواد محلية كالطين والخشب. فقد كان ولا يزال المثلث في العمارة النجدية ليس مجرد زخرفة، بل هو جزء من فلسفة البناء التي جمعت بين الجمال والمتانة، ليظل مصدر إلهام في التصاميم المعاصرة. ملامح تنوع للعمارة السعودية تتميز العمارة السعودية بتنوعها وفقًا للطبيعة الجغرافية والثقافية: المنطقة الشرقية: تعتمد على مواد محلية مثل المرجان والأحجار البحرية، مع تصميم المنازل بشكل عمودي واستخدام «البراجيل» (الأبراج الهوائية) لتحسين التهوية. المنطقة الغربية: تأثرت بالطابع الإسلامي الحجازي، وتبرز فيها «الرواشين» (الشرفات الخشبية) والزخارف المتقنة على النوافذ والأبواب المنطقة الشمالية: تستخدم الطين والحجر للعزل الحراري، وتتميز المباني بالمتانة لمقاومة الظروف المناخية القاسية. المنطقة الجنوبية: تعتمد على الأحجار المحلية، مع بناء البيوت على شكل طوابق متدرجة تتماشى مع تضاريس الجبال. «العمارة السعودية» تعكس التكيف مع البيئة والموروث الثقافي العريق في كل منطقة وفي الختام، نفتخر ونعتز بعمق إرثنا الثقافي السعودي وهويتنا الوطنية في ظل حكومة خادم الحرمين الشريفين. واليوم، نحتفي بقيادة سمو ولي العهد الأمين الأمير محمد بن سلمان بإطلاق (العمارة السعودية) في كل منطقة من مناطق المملكة، بطابعها المعماري المستمد من موروث أصيل يعبر عن تنوع ثقافي وجغرافي فريد. تُشكل هذه المبادرة خطوة نحو بناء مُدننا بهوية محلية تمزج بين الأصالة والحداثة، ما يعزز الشعور بالانتماء والاعتزاز بهويتنا العمرانية السعودية برؤية ثاقبة تستلهم من التراث لتصنع مستقبلًا مستدامًا يعبر عن مكانة المملكة وهويتها في العالم. *عضو الهيئة السعودية للمهندسين العمارة في المنطقة الجنوبية واستخدام الأحجار في البناء على شكل طوابق متدرجة استخدام التبن والطين في البناء المتوفر في البيئة يوفر العزل والتعايش مع المناخ العمارة في المنطقة الشمالية تتكيف مع الظروف المناخية القاسية (قلعة تبوك التاريخية) المثلثات في العمارة النجدية مستوحاة من شكل الخيام التي تعكس البساطة والثبات في البيئة الصحراوية م. مشاعل محمد العيدان*