قالت مصادر مطلعة في دمشق ل "الحياة" ان المحادثات التي أجراها أمس وزير الخارجية الايراني منوشهر متقي في دمشق تناولت "تنسيق المواقف" بين البلدين ازاء اربعة ملفات: العلاقات الثنائية، والاوضاع في الاراضي الفلسطينية، وتطورات الوضع اللبناني وانعكاسات إقرار المحكمة ذات الطابع الدولي عليه، والتنسيق في شأن الحل السياسي في العراق. ووضعت المصادر"اسراع"مجلس الامن بإقرار المحكمة التي ستقاضي المتهمين باغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري"من دون توافق لبنان وبموجب الفصل السابع، في اطار مخطط سياسي"اميركي في الشرق الاوسط، مشيرة الى ان المحادثات السورية - الايرانية تناولت"اهمية مواجهة الضغوطات والمخططات الرامية الى الهيمنة على المنطقة". وكان متقي وصل صباحا الى دمشق حيث اجرى محادثات مع الرئيس بشار الاسد ونائبه فاروق الشرع ووزير الخارجية وليد المعلم. وقال ناطق رئاسي سوري ان لقاء الاسد ومتقي تناول"العلاقات الثنائية وسبل تطويرها"، مشيراً الى انه"جرى استعراض تطورات الوضع في المنطقة لا سيما في العراق والاراضي الفلسطينية ولبنان، حيث كانت وجهات النظر متفقة حول اهمية تحقيق الامن والاستقرار في المنطقة ومواجهة الضغوطات والمخططات الرامية الى الهيمنة على مقدراتها". واضاف ان الطرفين اكدا في اللقاء"اهمية استمرار التنسيق والتعاون بين البلدين الصديقين". وقالت المصادر ان الموقف السوري"لم يتغير، من ان لا علاقة لسورية بهذه المحكمة"الدولية. واعتبرت:"ان الاسراع بإقرارها وعدم انتظار تحقيق توافق لبنان وفق الآليات الدستورية اللبنانية، غير مبرر الا اذا كان الموضوع سياسيا ويبدو الامر كذلك". واضافت ان ذلك يدل على وجود"مخطط سياسي"في الشرق الاوسط. ولاحظت المصادر ان سورية عبّرت عن موقفها عبر نشر البيانات التي اصدرها سفراء الدول الخمس التي امتنعت عن التصويت على القرار 1757. وقالت:"ان انشاء المحكمة بموجب الفصل السابع يعد انتقاصا من سيادة لبنان الامر الذي قد يلحق مزيدا من التردي في الاوضاع على الساحة اللبنانية"، مشيرة الى"الانقسام في المجتمع الدولي ازاء التعاطي مع موضوع يشكل سابقة في القانون الدولي والتدخل في الشؤون الداخلية للدول، اضافة الى الانقسام في الموقف اللبناني وما يشكله القرار من انتقاص لسيادة لبنان وانعكاسه السلبي على الساحة اللبنانية". الى ذلك، تأتي زيارة متقي الى دمشق بعد تسريب معلومات اعلامية في طهران في شأن عدم ارتياح ايراني الى لقاء المعلم نظيرته الاميركية كوندوليزا رايس، في شرم الشيخ، والحديث عن"فجوة"في شأن موقفي البلدين ازاء العراق. وعلم ان المحادثات السورية - الايرانية تناولت"التشاور"ازاء الوضع العراقي الراهن. ومن المقرر ان يجري المعلم ومتقي محادثات اليوم قبل ان يعقدا مؤتمرا صحافيا، بعدما اجرى محادثات مع رئيس الوزراء السوري محمد ناجي عطري تتعلق بتطوير العلاقات الاقتصادية الثنائية. وقال مسؤول فلسطيني ل"الحياة"امس ان مواعيد حددت للقاء متقي ليل امس، مع رئيس المكتب السياسي ل"حركة المقاومة الاسلامية"حماس خالد مشعل وزعيم"الجهاد الاسلامي"رمضان عبدالله شلح.