سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الحركة تعلن "تحرير" قطاع غزة من "قطعان العملاء" بعدما اقتحمت مباني رسمية ومقرات امنية ... ورايس تؤكد الدعم للرئيس الفلسطيني . عباس يقيل هنية ويشكل حكومة طوارىء متهماً "حماس" بالقيام بانقلاب عسكري
قرر الرئيس الفلسطيني محمود عباس مساء امس اقالة رئيس حكومة الوحدة الوطنية اسماعيل هنية واعلان حال الطوارىء وتشكيل حكومة تنفذ احكام الطوارىء. وجاء هذا التطور بعدما احكمت حركة "حماس" امس سيطرتها على جزء كبير من قطاع غزة واستولت على مقر جهاز الامن الوقائي التابع للرئيس محمود عباس ورفعت اعلامها الخضراء عليه واصفة هذا بأنه "تحرير ثان" لغزة من "قطعان العملاء". كما سيطرت على مقر المخابرات العامة الرئيسي في بيت لاهيا شمال قطاع غزة، وعلى مجمع الاجهزة الامنية في رفح.وباتت مقار ومؤسسات رئيسة للسلطة الوطنية الفلسطينية مهددة بالسقوط في ايدي قوات"حماس". واعلن الامين العام للرئاسة الفلسطينية الطيب عبد الرحيم في بيان تلاه على الصحافيين ان"تطورات خطيرة"تجري في غزة، مشيراً الى"محاولة انقلابية عسكرية ضد الشرعية وانتهاك للقانون الاساسي". واضاف انه"امام الاصرار المشبوه للميليشيات وتدمير المؤسسات الشرعية"اصدر عباس، استناداً الى القانون الاساسي الدستور الموقت، ثلاثة مراسيم يقضي اولها باقالة هنية والثاني باعلان حالة الطوارىء والثالث بتشيل حكومة الطوارىء.راجع ص 2 و 3. واتصلت وزيرة الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس امس هاتفيا بالرئيس عباس لتعرب له عن دعمها فيما اعلن مصدر اميركي ان الولاياتالمتحدة ستنظر في نشر قوة دولية لحفظ السلام في غزة لكنه قال ان العثور على قوات سيكون صعبا. وصرح الناطق باسم الرئيس الاميركي جورج بوش بان الرئيس يشعر"بالقلق العميق"جراء ما يجري في قطاع غزة ويرغب في انتهاء القتال ومنح فرصة ل"الديموقراطية الحقيقية". وتعقد الجامعة العربية مساء اليوم الجمعة اجتماعاً طارئاً لوزراء الخارجية العرب للنظر في الوضع المتردي في غزة. وكانت الهجمات التي شنتها قوات"حماس"امس الاعنف منذ بدء الاقتتال بين"حماس"و"فتح"الاحد الماضي اذ اطلقت عشرات قذائف الهاون واستمر اطلاق نيران الرشاشات والقنابل اليدوية وحصد الاقتتال امس 25 قتيلاً واكثر من 70 جريحاً ما يوصل عدد القتلى منذ الاحد الى 111 شخصاً حتى الساعات الباكرة من مساء امس. وتهاوت المقار الرئيسة للاجهزة الامنية تباعاً أمام ضربات"كتائب القسام" الجناح العسكري ل"حماس". وبعدما سقط معظم المقار الفرعية والمراكز الأمنية في المحافظات الأربع رفح، خان يونس، الوسطى، شمال غزة ساد اعتقاد أن المقار الرئيسة للمخابرات العامة والأمن الوقائي ومجمع قيادة الاجهزة الامنية"السرايا"والمربع الامني لسيادة الرئيس محمود عباس الذي يضم مكتبه ومنزله ومكتب النائب محمد دحلان ومجمع أنصار الامني المجاور له ستكون عصية على الاقتحام من جانب"حماس"، خصوصا وأن هذه المقار محصنة جيدا وتملك من العناصر والسلاح والعتاد والتموين الكثير. لكن سقوط المقر الرئيس للامن الوقائي في حي تل الهوا بعد 21 ساعة من الحصار وقبل ساعات قليلة من سقوط المقر الرئيس للمخابرات العامة في السودانية اظهرالسلطة الفلسطينية في القطاع في صورة"نمر من ورق". وتشير الدلائل الى أن"حماس"في طريقها الى السيطرة على مقر السرايا ومكتب الرئيس عباس ومجمع انصار الامني خلال الساعات القليلة المقبلة ما يعني تسجيل انتصار عسكري غير مسبوق ستسعى على اساسه الى فرض شروط على الرئيس عباس وحركة"فتح". وسيجد الرئيس الفلسطيني نفسه عاجزا بعد الآن عن اتخاذ أي قرارات قابلة للتنفيذ في قطاع غزة الذي قد لا يكون بمقدوره بعد الآن هو وقيادات"فتح"الوصول اليه. وتعني سيطرة"حماس"على قطاع غزة ان الحركة ستقود القطاع من الآن فصاعدا منفردةًَ. واعلنت"حماس"انها ترفض نشر قوة دولية على طول الحدود بين غزة ومصر، وستتعامل معها على انها"قوة محتلة". واعتبر سامي ابو زهري الناطق باسم"حماس"امس ان ما يجري في غزة هو"تحرير ثان"للقطاع من"قطعان العملاء"بعد تحريره اولا من"قطعان المستوطنين". واضاف :"نحن كنا مضطرين لهذه الخطوة بعد ان فشلت كل الوساطات لوقف الجرائم من هذه الفئة". الا انه اكد استعداد"حماس"لوقف الاقتتال وقال:"الطريق ليس مسدودا، واذا كان هناك جدية حقيقية من طرف الرئيس الفلسطيني محمود عباس لوقف هذه الاحداث فنحن جاهزون". واضاف:"نحن لم نهدف السيطرة على شيء، نحن كنا مضطرين لهذه الخطوة لان المقرات استخدمت للقتل والتعذيب وليس لنا هدف من هذه الحملة الا اعادة الهدوء الى قطاع غزة". الاعدام وتخوف مراقبون من امس من احتمال اقدام مسلحي"حماس"على اعدام اسراهم من عناصر الاجهزة الامنية الفلسطينية خصوصاً بعدما اعلن الجناح العسكري ل"حماس"ان مسلحيه اعدموا امس"العميل سامح المدهون"وهو قائد لكتائب شهداء الاقصى في غزة. ولم يصدر تعليق على ذلك من جانب"فتح". وكان مقاتلو"حماس"اقتادوا عدة مدافعين من مقر الامن الوقائي بعد استسلامهم واياديهم مرفوعة الى أعلى وهم نصف عراة الى خارج المقر. وقال مسؤولون في"حماس"ان المقاتلين لديهم أوامر بقتل قياديين بعينهم من"فتح"وهناك تقارير غير مؤكدة تفيد باطلاق النار على أسرى كما حدث في الايام الماضية. وفي الضفة الغربية اعتقلت قوات الامن عشرات من اعضاء"حماس"فيما اختطفت عناصر من"فتح"ناشطين من"حماس".