انتقد رئيس الوزراء الفلسطيني اسماعيل هنية امس انتشار قوات أمن موالية للرئيس الفلسطيني محمود عباس في غزة وقال ان حل العنف يكمن في احترام فوز حركة المقاومة الاسلامية حماس في الانتخابات. وأعلن ان محادثاته مع الرئيس عمر البشير كانت مثمرة وقال ان الحكومة السودانية تعهدت بدفع 10 ملايين دولار كدعم للحكومة الفلسطينية. وتصاعد العنف بين حركتي "حماس" و "فتح" بعد مساع لم تكلل بالنجاح لتشكيل حكومة وحدة وطنية. وقتل يوم الاثنين في غزة ثلاثة من أبناء مسؤول كبير في المخابرات الفلسطينية موال للرئيس الفلسطيني وهو ما حدا بعباس الى اصدار اوامر لقوات الامن التابعة له بالانتشار في أنحاء غزة. وقال هنية في مؤتمر صحافي عقد في العاصمة السودانية الخرطوم في ختام جولة له في الخارج:"الحل الشامل لهذا الموضوع هو احترام ارادة الشعب الفلسطيني. احترام خياراته الديموقراطية ووقف التحركات الأمنية على الارض". وقال هنية وهو من كبار مسؤولي"حماس"ان الحكومة"لن تقف مكتوفة اليدين"بعد ان قتل مسلحون مجهولون القاضي بسام الفرا من حركة"حماس"في قطاع غزة امس. واعتبر هنية ان انتشار قوات"فتح"يعوق عمل وزارة الداخلية التي تسيطر عليها"حماس". واوضح ان"قوات أمن الرئاسة ليست لها علاقة مباشرة بالامن الداخلي.. هذا الانتشار يشكل قطعا للطريق على اداء وزارة الداخلية. يجب ان تمنح وزارة الداخلية الصلاحيات المنصوص عليها دستوريا". وقال هنية في تعقيب على قتل الفرا:"ليس فقط اننا ندين ونستنكر بشدة بل نشدد على ان الحكومة لن تقف مكتوفة اليدين تجاه ذلك. وزارة الداخلية تتابع عن كثب... امل ان يلقوا القبض على القتلة". كما استبعد هنية مجدداً امكانية تحول العنف المتفاقم الى حرب اهلية وقال:"نحن نؤكد ان الحرب الاهلية لا توجد في قاموسنا... ولا في ثقافتنا". والسودان هو المحطة الاخيرة في جولة هنية بالمنطقة التي شملت مصر وسورية وقطر وايران. وتمكن هنية خلال جولته من الحصول على تعهدات بتقديم مساعدات تصل الى 350 مليون دولار من قطر وايران وحدهما. وقال امس ان الحكومة السودانية تعهدت بتقديم عشرة ملايين دولار لمساعدة الحكومة في دفع الرواتب المتأخرة لموظفي الحكومة الفلسطينية.