} اصطدم الرئيس اليوغوسلافي الجديد فويسلاف كوشتونيتسا في اليوم الأول من توليه مهام منصبه، بعقبة كوسوفو واتهمه كبار قادة الألبان في الإقليم ب"قرع طبول التعصب القومي" وتوقعوا حرباً جديدة في عهده إذا واصل سياساته، وأنذروه بنهاية مشابهة لميلوشيفيتش، مطالبين المجتمع الدولي بوضع شروط قبل رفع العقوبات عن صربيا، كذلك رفض رئيس حكومة الجبل الأسود الموالي لميلوشيفيتش الاعتراف بكوشتونيتسا رئيساً ليوغوسلافيا. أعلن الرئيس اليوغوسلافي الجديد فويسلاف كوشتونيتسا في اليوم الأول من توليه منصبه أن "إقليم كوسوفو أصبح أكثر من أي وقت مضى ضمن سيادة يوغوسلافيا". وأكد أن جمهورية الجبل الأسود ستعمل مع صربيا من أجل تحقيق الديموقراطية والحرية في كل الاتحاد اليوغوسلافي". وأضاف في تصريحات نشرت أمس في بلغراد، أن عودة يوغوسلافيا الى المجتمع الدولي "ستكون عوناً لها كي تحل مشكلاتها المتراكمة داخلياً وخارجياً، وتوضيح الحقوق المشروعة لصربيا ويوغوسلافيا". وقال: "ينبغي أن نصون قضايانا القومية التي يتفق الشعب الصربي عليها باتجاهاته كافة، وبمعزل عن أي مزايدة سياسية". وأضاف: "ليعلم الجميع أنني أحب هذه البلاد، ولن أتخلى عن ذلك". وتفاوتت ردود فعل الدول المجاورة في شأن التغييرات باتجاه الديموقراطية التي حصلت في بلغراد. ففي وقت رحبت حكومات مقدونيا وألبانيا وبلغاريا ورومانيا وهنغاريا وكرواتيا بانتهاء عهد سلوبودان ميلوشيفيتش، وهنأت كوشتونيتسا على تسلمه رئاسة الاتحاد اليوغوسلافي، فإن مواقف ألبان كوسوفو وحكومة الجبل الأسود ومسلمي البوسنة، تراوحت بين التحفظ والشكوك في نيات الرئيس الجديد. ونشرت صحيفة "زيري" الصادرة في بريشتينا، أن مواقف الزعماء السياسيين لألبان كوسوفو، اجمعت على أن كوشتونيتسا "أخطر من ميلوشيفيتش، لأنه لا أمل في أن يعترف باستقلال كوسوفو". وأشارت الصحيفة الألبانية الى أن خطورة كوشتونيتسا تتجلى في أن المجتمع الدولي "لا يعرف نياته، في حين أن الكل كان على علم تام بسياسة ميلوشيفيتش وألاعيبه". وأبلغ مصدر قريب من الزعيم الألباني هاشم تاتشي "الحياة" في مكالمة هاتفية أن "ما يخص جمهورية كوسوفو، سيقرره سكانها وحدهم، وعلى المجتمع الدولي أن يقف الى جانب حق الشعب في تقرير مصيره، وليس مع الرغبات الصادرة من بلغراد". وأوضح المصدر نفسه أن تاتشي "لن يسمح أبداً بفقدان الهدف الذي ضحى الألبان طويلاً من أجله، وهو الاستقلال الكامل لكوسوفو". وأضاف أن ما حصل في صربيا من وجهة نظر الألبان "لا يتعدى كونه شأناً خاصاً بدولة مجاورة، ولا علاقة له بكوسوفو". ونقل المصدر موقف تاتشي الذي يرى "أن الوضع الراهن في كوسوفو ينبغي أن يستمر"، في إشارة الى إشراف المجتمع الدولي على الإدارة في الإقليم. وأضاف أن "الألبان سيتحركون في اتجاه تحقيق اهدافهم المستقبلية، عندما يجدون أن استقلال كوسوفو يتعرض للخطر". ومن جانبه، أفاد ياكوب كراسنيجي السكرتير العام ل"حزب كوسوفو الديموقراطي" الذي يقوده تاتشي أنه "كان أسهل على ألبان كوسوفو الحصول على الاستقلال لو بقي ميلوشيفيتش في السلطة". وأعرب عن اعتقاده أن حرباً جديدة ستحدث في كوسوفو في ظل وجود كوشتونيتسا في السلطة في بلغراد "لأن الرئيس الجديد مثل سلفه، قومي يعمل من أجل صربيا الكبرى". وأوضح أن كوشتونيتسا "سيحاول خداع المجتمع الدولي، بالادعاء أنه ديموقراطي ورجل تغيير وسلام، في محاولة لمنع استقلال كوسوفو، لذا فهو أخطر" من ميلوشيفيتش. وأضاف كراسنيجي، ان كوشتونيتسا في كل أحاديثه "يعزف على النغمة نفسها، بدق طبول التعصب العرقي، ولذا فإن مصيره، لن يختلف عن ميلوشيفيتش". أما رئيس حزب "الجمعية الديموقراطية لكوسوفو" ابراهيم روغوفا، فأفاد في اجتماع لقيادة حزبه، أنه يرحب بإحلال الديموقراطية في كل مناطق البلقان، ومنها صربيا، "لكن المشكلة تكمن في أن مواقف المعارضة السابقة في صربيا، بالنسبة إلى كوسوفو، هي نفسها التي انتهجها ميلوشيفيتش". وحض روغوفا رئيس الإدارة المدنية الدولية في كوسوفو برنار كوشنير، على مطالبة دول الاتحاد الأوروبي بأن "تربط قرارها برفع العقوبات عن يوغوسلافيا، بالإفراج عن كل المعتقلين الألبان في صربيا، إضافة الى تقديم المعلومات عن المفقودين منذ الحرب في كوسوفو". ومعلوم أن ألبان كوسوفو، كانوا قاطعوا الانتخابات الأخيرة في يوغوسلافيا، مواصلين موقفهم الذي التزموه في هذا الشأن خلال السنوات العشر الماضية. وأُفيد في بريشتينا ان كوشنير رد على هذا الطلب، بأنه سيحضر اجتماع وزراء الاتحاد الذي يعقد اليوم الاثنين "وسيبلغهم مواقف ألبان كوسوفو ومطالبهم". ولوحظ أن "المجلس القومي الصربي في كوسوفو" الذي يتزعمه المطران ارتيميا، وصف نهج كوشتونيتسا بأنه "مناسب لحل مشكلة كوسوفو، ما دام يحظى بتأييد داخلي واسع ودعم كبير من المجتمع الدولي". وفي الجبل الأسود، أعلن الرئيس ميلو جوكانوفيتش في تصريح نقله تلفزيون العاصمة "بودغوريتسا" أنه لا يعترف بكوشتونيتسا رئيساً للاتحاد اليوغوسلافي "وإنما رئيساً لصربيا الديموقراطية فقط". وأوضح أن الانتخابات التي جاءت بكوشتونيتسا "لم تكن شرعية، لأنها جرت وفق التعديلات الدستورية التي اجراها ميلوشيفيتش، ورفضتها جمهورية الجبل الأسود، وقاطعت الانتخابات التي تمت بموجبها".