ساد الهدوء الحذر مدينة حيدر آباد جنوبالهند أمس، في وقت نفذ آلاف رجال الشرطة دوريات في الشوارع، وذلك غداة انفجار قنبلة في مسجد مكةالمكرمة التاريخي ما أسفر عن سقوط 18 قتيلاً على الأقل بينهم أربعة قتلتهم قوات الأمن بالرصاص، اثر احتجاج مئات المسلمين الغاضبين على الاعتداء. كما دعت جماعة مسلمة الى إضراب. وفيما اتهمت الشرطة"إرهابيين"بالوقوف خلف الانفجار من دون ان تذكر تفاصيل اضافية، رجح محققون ومحللون تنفيذ أعضاء في حركة الطلبة الاسلامية الهندية المحظورة التفجيرات بالتعاون مع جماعات متشددة تتخذ من باكستان مقراً لها، مؤكدين ان التفجيرات تهدف الى اثارة اشتباكات طائفية، على رغم أن نسبة 80 في المئة من سكانها من الهندوس، لكن الهند تعتبر ثالث أكبر دولة اسلامية في العالم بعد اندونيسياوباكستان. وقال أجحاي ساهني المدير التنفيذي في معهد ادارة الصراعات في نيودلهي:"لا مؤشرات الى تغيير في حادثي تفجير مسجد ماليغايون غرب والذي أسفر عن سقوط 32 قتيلاً والمسجد الجامع في نيودلهي العام الماضي، ما يجعلنا نفترض أنها نفذت على ايدي الجماعات ذاتها، وان الهدف ما زال نفسه، وهو اثارة الشكوك في أن الهجوم نفذه هندوس تمهيداً لتأجيج أعمال عنف". وامتدت الاحتجاجات التي تلت الانفجار أول من أمس، الى أجزاء أخرى من المدينة. ورشقت حشود حافلات ومحطات بنزين بالحجارة وهاجمت ماكينات للصرف الآلي ومتاجر. ونقل 50 شخصاً الى المستشفيات بينهم 12 طفلاً. وتجمع 100 مصل على الأقل في هدوء لأداء صلاة الفجر في مسجد مكةالمكرمة أمس. وقال الملا خليل الدين أحد شيوخ المسجد:"لا يمكن أن نمنع الصلاة". وصرح بالويندر سينغ قائد شرطة حيدر آباد بأن نوعية الأدوات المستخدمة في التفجير وتعقيدات تركيبها تؤكد ان"العمل إرهابي مدبر"، كاشفاً ان مواد شديدة الانفجارات وضعت في مواسير من الصلب وجرى وصلها بهاتف محمول انفجر لدى تلقيه اتصالاً. واكتشفت عبوتان ناسفتان آخريان بعد الانفجار، احداهما على مسافة مئة متر من مكان الانفجار والثانية عند مدخل المسجد.