يجمع القادة الأمنيون والعسكريون على نجاح خطة فرض القانون في تأمين الاستقرار النسبي في بغداد لكن نواباً وهيئات سياسية ترى ان الجهد العسكري وحده لا يحل الأزمة الامنية التي تمر بها البلاد وان مضاعفة الاجراءات الامنية بات يشكل عبئاً على اهالي العاصمة لاسيما بعد اعلان المسؤولين عن الخطة الامنية تطويق بعض المناطق الساخنة، وعزلها تماماً عن الاحياء المجاورة، عبر جدار من الاسمنت المسلح الكونكريت يشبه، من وجه نظر البعض، الجدار الذي بنته اسرائيل لفصل مناطق الضفة الغربية بعضها عن بعض. ويقول اللواء الركن عبدالعزيز محمد جاسم، مسؤول العمليات في وزارة الدفاع، ان عزل بعض احياء بغداد بحواجز اسمنت مسلح يتيح للقوات الامنية فرصة تنفيذ مهماتها العسكرية للقضاء على التنظيمات المسلحة. ويضيف في اتصال مع"الحياة"ان"تطويق المدن الساخنة من العاصمة من اهم مراحل الخطة الامنية لاسيما ان الاجهزة الاستخباراتية حددت البؤر التي تنطلق منها العمليات الارهابية". وكان العميد قاسم الموسوي، المتحدث الرسمي باسم خطة فرض القانون، قال"ستطوق بعض الاحياء الساخنة بحواجز كونكريتية لتنفيذ عمليات عسكرية من شأنها ان تقضي على الجماعات الارهابية وتنظيم القاعدة الذي يبسط نفوذه فيها". من جانبه يؤكد مصدر مسؤول في وزارة الداخلية، رافضاً الكشف عن اسمه، ل"الحياة"ان"الاحياء التي ستعزل بحواجز اسمنت مسلح هي الدورة، والعامرية وحي العامل والعدل ومدينة الصدر وحي الاعظمية. ويقول"ستنفذ الجهات الامنية في هذه الاحياء عمليات عسكرية نوعية"موضحاً ان"قرار العزل لا يرتبط بسقف زمني محدد اي بمعنى ان رفع الحواجز يرتبط بنجاح اهداف الخطة في تلك الاحياء"مشيراً الى ان"الاحياء التي تقع في جانب الكرخ من العاصمة ستتولى القوات الكردية والاميركية مهمة تنفيذ العمليات العسكرية فيها، اما المدن التي تقع في جانب الرصافة فستكون القوات الامنية التابعة لوزارتي الدفاع والداخلية مسؤولة عن عملياتها العسكرية". الى ذلك تعكف غالبية العائلات البغدادية هذه الايام على شراء ما تحتاج اليه من مواد غذائية ومتطلبات بعد تردد انباء عن عزل بعض احياء العاصمة بحواجز كونكريت ما رفع اسعار غالبية هذه المواد بشكل لافت. ويرى ابو جاسم 55 عاماً ان"القرار الاخير بإغلاق بعض الاحياء زاد الطين بلة"ويقول"يبدو ان المسؤولين تناسوا ان تضحيات العراقيين هي التي اوصلتهم الى مراكز القرار وبالتالي لا بد من رد الجميل لا ان تبادر الحكومة الى اغلاق وتطويق مدن بكاملها من دون الالتفات الى الاعباء التي ستلقى على عاتق البغداديين المتعبين". ويقول عمار وجيه، المسؤول الاعلامي للحزب الاسلامي العراقي ان"الجهد العسكري مطلوب لكنه لا يحل كل المشاكل اذ لا بد ان يتوازن مع جهد سياسي لتجاوز المحنة الامنية". ويضيف ان"اللجوء الى مثل تلك القرارات يعزز النزعة الطائفية لدى بعض المواطنين". ويرى النائب صالح العكيلي، الناطق الرسمي باسم الكتلة الصدرية في البرلمان، ان نجاح الخطة الامنية لا يتم بفرض حصار على احياء كبيرة من بغداد، ويقول ل"الحياة""لو تحررت ارادة القوات العسكرية العراقية من سطوة الاحتلال الاميركي وقبضته لتمكنت من تحقيق الامن في البلاد". +++