قرر زعيم حزب "الاتحاد من اجل الديموقراطية الفرنسية" الوسط فرانسوا بايرو، عدم إعطاء أي توجيه لناخبيه بالنسبة الى التصويت في الدورة الثانية للانتخابات الفرنسية. وقال بايرو خلال مؤتمر صحافي عقده امس، انه يترك للناخبين حرية الاختيار بين مرشح اليمين الحاكم نيكولا ساركوزي ومرشحة المعارضة اليسارية سيغولين رويال، في الدورة الثانية المقررة في 6 أيار مايو المقبل. وحمل بايرو على ساركوزي ورويال في آن وقال إنهما سيعملان على مفاقمة مشكلات فرنسا. وأضاف ان ساركوزي سيعمّق الشرخ الاجتماعي القائم في البلاد وأن رويال ستزيد من المشكلات الاقتصادية، وسيفاقم الدين المترتب على فرنسا. وأكد لناخبيه وأنصاره انه لن يسعى الى أي انصياع أو انضمام الى أي من الطرفين. لكن بايرو أشار الى احتمال تغيير موقفه بعد المناظرة المرتقبة بين ساركوزي ورويال في 2 أيار ليكشف عن هوية المرشح الذي يعتزم الاقتراع لمصلحته. وكان بايرو أحرز نسبة 18.57 في المئة من الأصوات في انتخابات الدورة الأولى، وحل في المرتبة الثالثة بعد ساركوزي ورويال، ما جعله في موقع الحكم بينهما في إطار التنافس على الرئاسة. واتخذ بايرو قراره هذا غداة اجتماع عقده مع اعضاء كتلته البرلمانية الذين لا يزالون مؤيدين له. وأشار بايرو الى انه يترك حرية الاقتراع لأعضاء هذه الكتلة النيابية البالغ عددهم 29 نائباً، انضم 7 منهم حتى الآن الى ساركوزي وذلك لحماية مقاعدهم النيابية في الانتخابات الاشتراعية المقررة في حزيران يونيو المقبل. وتلقى هؤلاء النواب تحذيراً شبه مبطن من ساركوزي الذي صرح الى صحيفة"لوموند"بأنه يرفض الخوض في مفاوضات حزبية ولكن:"اقول ببساطة ان أي نائب من حزب الاتحاد من اجل الديموقراطية، سيكون ضمن الغالبية الرئاسية ويحظى بتأييدها، في حال دعمه لترشيحي قبل 6 أيار". كما قدم ساركوزي بعض الإغراءات الى النواب اليساريين الذين وعدهم بأن"يكون لهم مكان في إطار العقد الحكومي المقبل"في حال انضمامهم إليه، استناداً الى قناعتهم"بضرورة تحريك الوضع في فرنسا"من دون ان يكونوا مضطرين الى"إنكار قناعاتهم". ويأتي هذا التصريح عقب استطلاع للرأي يشير الى عودة التقارب بين نسبة مؤيدي ساركوزي التي بلغت 51 في المئة ونسبة مؤيدي رويال التي بلغت 49 في المئة. وتفرض نتائج هذا الاستطلاع على كلا المرشحين عدم توفير أي جهد لانتزاع أي صوت أينما وجد كما تضطرهما للتوفيق في إطار طرحهما بين فئات مختلفة ومتباينة من الناخبين. وكانت رويال عرضت خلال مهرجان انتخابي أقامته في مونبولييه اول من امس، عقد لقاء مع بايرو، لبحث صيغة التعاون الممكنة بينهما في حال فوزها بالرئاسة من دون ان تستبعد اشراك شخصيات من حزب الوسط في حكومتها المقبلة.