ليلة الاحد المقبل، سيعرف مرشح الحزب الديغولي الحاكم في فرنسا، نيكولا ساركوزي من سيكون منافسه على الرئاسة في الدورة الثانية من الانتخابات في 6 أيار مايو المقبل. فهل سيجد نفسه في مواجهة المرشحة الاشتراكية سيغولين رويال أم في مواجهة مرشح الوسط فرانسوا بايرو أو حتى مرشح"الجبهة الوطنية"اليمين المتطرف جان ماري لوبن؟ لقد اصبح معروفاً ان ساركوزي سيصل الى الدورة الثانية من الانتخابات، لكن فوزه بالرئاسة في النهاية أمر غير مؤكد. ومع أن معظم استطلاعات الرأي تظهر ان ساركوزي سيكون الرئيس المقبل لفرنسا لكن استطلاعات جديدة أظهرت انه تساوى مع رويال بحصول كل منهما على نسبة 50 في المئة من التأييد. فاللعبة الانتخابية لا تزال مفتوحة، وكل الاحتمالات واردة، ولو ان حظوظ ساركوزي كبيرة لأن حزبه هو الافضل تنظيماً وإعداداً والأكثر تضامناً مع مرشحه، خصوصاً بعد التفاف العديد من السياسيين الديغوليين حوله. لكن الهاجس المسيطر على الفرنسيين يبقى احتمال تكرار ما حصل في الدورة الأولى من انتخابات الرئاسة سنة 2002، حيث أخرج لوبن المرشح الاشتراكي ليونيل جوسبان من اللعبة الانتخابية ونافس الرئيس جاك شيراك في الدورة الثانية. وكانت صدمة الشعب الفرنسي حيال ذلك كبيرة، وكذلك صدمة شيراك، الذي رغم فوزه ضرب بيده على جبينه عندما عرف بالنتيجة، لضخامة صدمته ولأنه يكره كل افكار لوبن. إلا أن الشعور الحالي هو أن لوبن الذي لا يزال يحظى بتأييد نسبة 13 في المئة من الاصوات، استنفد إمكاناته كمرشح رئاسي. لقد كانت نتائج الدورة الاولى من انتخابات سنة 2002 بمثابة عقاب لجوسبان الذي كان يتولى في حينه رئاسة حكومة التعايش الاشتراكية. غير ان الصورة مختلفة الآن، لأن أصوات اليمين الحاكم ستذهب الى ساركوزي، حتى لو كان الناخب اليميني غير متحمس لشخصيته. ويتميز ساركوزي بانه اذا أعد برنامجاً اقتصادياً واضحاً، عمل على عرضه وشرحه بالتفصيل. لكن في المقابل تأخرت رويال في توضيح برنامجها ولكنها نشطت في الأسابيع الأخيرة بعد أن تخوفت من صعود بايرو الذي استقطب ناخبي اليسار الذين لا يؤيدونها وناخبي اليمين الذين لا يؤيدون ساركوزي. إلا أن بايرو غير واضح الرؤية بالنسبة إلى الطرف الذي سيحكم معه. وبالنسبة إلى برنامجه وامكانية المزج بين أن يكون يمينياً ليبرالياً أو يسارياً أو مزيجاً من الاثنين، كما يقول، وهذا ما يربكه ويضعف حملته. ويبقى الاحتمال الأكبر أن يصل ساركوزي الى الدورة الثانية في مواجهة رويال، علماً أن احتمال المفاجآت وارد كما عودنا الناخب الفرنسي في مرات سابقة. ففرص كل من المرشحين الرئيسيين تبقى متساوية وان كان ساركوزي هو الأوفر حظاً لخلافة شيراك.