يتساءل الناس عن هوية الرئيس الجديد بنيجيريا. فهذه الانتخابات تضمر احتمالات قد تخرج شياطين الماضي من قمقمها. فهل تنجح نيجيريا، أو "عملاق افريقيا" على ما يحلو لأهلها تسميتها، في المضي نحو المستقبل، وتجنب العودة الى دوامة الفساد والعنف؟ ففي الأعوام الثمانية الاخيرة، حارب الرئيس النيجيري، اوليسيغان اوباسانجو الفساد. ومع رحيله، تقف نيجيريا مجدداً امام المجهول. وقبل وصول الرئيس اوباسانجو الى الحكم، في 1999، كان النيجيريون يجمعون على ان الحكومات المتعاقبة عجزت عن حكم بلدهم. وتبلغ مساحة نيجيريا نحو مليون كلم مربع ويقطنها نحو 140 مليون نسمة. فبلدهم عصي على الضبط والادارة. ويومها، كان العنف متفشياً في نيجيرياً والفساد منفلتاً من أي عقال. وكانت القبائل النيجيرية، ويفوق عددها المئتين وخمسين قبيلة، تتقاتل باستمرار. وحرص الرئيس اوباسانجو، وهو استولى على السلطة في 1976، على تجنيب بلاده الانقلابات العسكرية. ففي 1999، أقال اوباسانجو قادة القوات المسلحة ونوابهم والموظفين التابعين للحكومات العسكرية السابقة، من مناصبهم. وأنشأ لجنة كلفها كشف الجنح المالية والاقتصادية، وبذل جهده في مكافحة الفساد. وفي عهده، أوقف وزراء سابقون ومسؤولون كبار بتهمة الفساد، وأحيلوا الى القضاء. وفي بعض الأحوال، نجح القضاء في تحصيل المبالغ المسروقة، واعادتها الى خزينة الحكومة. وما يزعمه معارضو اوباسانجو من أن لجنة مكافحة الفساد هي أداة للنيل من معارضيه ومنافسيه، غير ثابت. وعلى رغم مآخذ المعارضة على حكومة الرئيس اوباسانجو، تراجعت معدلات الفساد بنيجيريا. ولا شك في أن نيجيريا، وإذا استثنيت منطقة ال"دلتا"الغنية بالنفط، تشهد استقراراً لم تعرفه في السابق. ففي أفريقيا السوداء، ينفرد"عملاق أفريقيا"بحيازة جائزة نوبل في الادب، وهو يحل في المرتبة الثالثة بعد أميركا والهند في صناعة الافلام السينمائية. وعلى رغم نجاحه في تحسين علاقة بلاده بالمجتمع الدولي، فشل أوباسانحو في مصالحة بلاده مع نفسها. فقبائل هذا البلد ترى التعايش عسيراً. وتترافق الاشتباكات الاثنية والطائفية مع مطالبة أهالي منطقة"دلتا"بالاستقلال. ويطالب هؤلاء الانفصاليون بتوزيع عادل لثروات منطقتهم النفطية. وعلى رغم الإصلاحات الاقتصادية، لا يزال الاقتصاد النيجيري ضعيفاً. فثامن منتج للنفط عالمياً يعجز عن تأمين حاجات بلاده من الطاقة. عن ندزينغا آماغو ، "كاميرون تريبون" الكاميرونية ، 17 /4/ 2007